أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن الوحدة الوطنية هي أفضل رد على الإرهاب الذي تحاربه فرنسا في الداخل والخارج، لا سيما في منطقة الساحل بإفريقيا والعراق. وشدد فالس، خلال زيارته لبلدية "إفري" شمال فرنسا، على ضرورة أن تواصل صحيفة شارلي إبدو نشاطها بالرغم من محاولات القضاء عليها، منددًا كذلك بمحاولات التعدي على رموز تمثل فرنسا. وأضاف فالس أن ظاهرة (الإرهاب) التي تواجهها بلاده قد وصلت إلى مستوى لا مثيل له، وأنه ستكون هناك فترة ما قبل وما بعد، مشددًا على ضرورة مواصلة توخي الحذر، وعلى أن بلاده في حرب على الإرهاب وليس على دين أو حضارة. ولفت فالس إلى الشعور بالحزن والغضب في الوقت الراهن نتيجة تلك الأحداث التي عاشتها فرنسا إلا أن هناك ارتياحًا بعد أن تم القضاء على مرتكبي الهجمات الإرهابية، "باحترافية متناهية". واستنكر محاولة الهجوم على "درع الجمهورية" متمثلًا في الشرطة، وعلى قيم التسامح باستهداف يهود فرنسا، مشيرًا إلى أن فرنسا قد عاشت ثلاثة أيام مأساوية. ودعا فالس الفرنسيين إلى المشاركة بكثافة في مسيرة الوحدة الوطنية التي ستنظم بباريس والعديد من المدن الفرنسية تكريمًا للضحايا، وقال: "يجب أن يكون حدثًا غير مسبوق يظهر قوة و كرامة الشعب الفرنسي الذي سيصرخ للتعبير عن تمسكه بالحرية و التسامح". وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف قد صرح في وقت سابق -عقب اجتماع وزاري بالإليزيه- بأنه تم اتخاذ كل التدابير لتأمين التظاهرات (مسيرة الجمهورية) التي ستشهدها باريس غدًا تكريمًا لضحايا الإرهاب في فرنسا، بمشاركة الرئيس فرانسوا أولاند ورؤساء دول أجنبية. وأضاف أنه سيتم الإبقاء على الإجراءات الأمنية التي قررها رئيس الوزراء في الأيام الأخيرة مع تعزيزها لضمان حماية عدد من المؤسسات ودور العبادة والتجمعات المقررة غدًا. وفي إطار التعزيزات الأمنية لتأمين تظاهرات الغد، اعلنت رئاسة أركان الجيش الفرنسي عن نشر 500 جندي إضافي في باريس وضواحيها لدعم قوات الشرطة في إطار خطة "فيجيبيرات" الأمنية ليصل إجمالي العسكريين المنتشرين بحلول غد إلى 1350 عسكريًا. ومن المقرر أن تنطلق المسيرة الوطنية غدًا في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر من ساحة "لا ربوبليك" بوسط باريس بمشاركة نحو 20 رئيس دولة وحكومة. كما ستكون وسائل النقل العام بالمجان بمناسبة هذا الحدث.