زيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية المرقسية لتهنئة المصريين الأقباط بعيد الميلاد المجيد، خطوة سياسية بالغة الأهمية، ورسالة للداخل والخارج على وحدة النسيج الوطني المصري. السيسي أول رئيس يتخذ هذه الخطوة المهمة والحضارية، ويقدم النموذج الحقيقى لصحيح الإسلام، ويكشف أدعياء وتجار الدين.. فعلا مصر تعلم العالم الإنسانية والحضارة.. فهو أول رئيس مصري يهنئ الأقباط بعيد الميلاد بحضوره الشخصي أثناء القداس، وهذا يعكس احتراما فهمه الحاضرون جيدا فاستقبلوه بكل حرارة. الرؤساء المصريون اعتادوا الغياب عن احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد لفترة طويلة، وكانوا يهنئون البابا هاتفيا أو يرسلون مبعوثا لحضور القداس. البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بدوره قدم الشكر للرئيس: "أقول ليس فقط باسم الأقباط بل باسم كل المصريين شكرا لك يا سيادة الرئيس". وأضاف أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكاتدرائية كانت "مفاجأة سارة ولفتة إنسانية كريمة". وكان السيسي فاجأ مساء أمس الثلاثاء، الجماهير المحتشدة في كاتدرائية العباسية بحضور احتفال قداس عيد الميلاد، وقال في كلمة قصيرة أمام الحشد "كان ضروري أجيلكوا وأقولكوا كل سنة وأنتوا طيبين". كما حرص الرئيس على أن تكون كلمته قصيرة، لعدم قطع الصلاة، واستكمال قداس عيد الميلاد المجيد. زيارة السيسي لاقت ردود فعل كبيرة لدى مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى، وأشاد مغردو "تويتر" بالزيارة التي أعطت مثلا حيا على التعايش بسلام بين المسلمين والمسيحيين فى مصر. واعتبر الناشط السياسي القبطي جورج إسحاق حضور السيسي "توجها جديدا ومقدرا من النظام الحاكم بقيادة السيسي"، وأن زيارته "تدل على التسامح، وأن المصريين أمة واحدة". فيما قال الكاتب الصحفى مصطفى بكرى: "هذا هو الرئيس المعبر عن كل المصريين". واضاف على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "فاجأنا الرئيس عبدالفتاح السيسى بالحضور إلى الكاتدرائية ومشاركة الأخوة المسيحيين احتفالهم بعيد الميلاد، كانت لفتة كريمة وكان لها رد فعل إيجابى كبير لدى كل المصريين". وفي تعليق بعنوان "لوثر العرب" في إشارة إلى مصلح الدين المسيحي القس مارتن لوثر علقت صحيفة "دي فيلت" الألمانية حول الدعوة الأخيرة التي أطلقها الرئيس السيسي قائلة: "للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أجندة واضحة إنه يريد إعادة إحياء بلاده كأقوى بلد عربي وأكثره تأثير. لا تكلفه كثيرا الدعوة إلى تجديد ديني الذي لا تعود مسؤولية تنفيذه على أرض الواقع إليه وإنما إلى علماء الدين والشريعة. وفي خطابه بمناسبة العام الجديد، الذي ألقاه في جامعة الأزهر، جعل السيسي نفسه أهم داعم للتجديد الإسلامي العربي، وهو ما يؤكد مدى شجاعة ووعي رئيس للقيام بهذه الدعوة المتأخرة للتجديد الديني. مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى للأخوة المسيحيين، احتفالاتهم بعيد الميلاد داخل الكاتدرائية المرقسية، هى رسالة محبة وسلام، ليس للمصريين فقط بل للعالم أجمع، وتأكيد على وحدة المصريين فى مواجهة مخاطر الإرهاب. وكان الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر حضر مراسم وضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في يوليو عام 1965 اثناء ولاية البابا كيرلس السادس. وألقى عبد الناصر خطابا وقتها دعا فيه إلى الألفة والوئام بين المصريين.