قال الدكتور سامح شكري، وزير الخارجية، إن "التطرف يهدد الوضع العربي لإشاعة الفوضى وتفتيت الدول الوطنية لإعادة رسم الحدود سعيًا إلى إرهاب الشعوب"، مؤكدًا ضرورة مواجهة مختلف أشكال الإرهاب دون التركيز على مجموعة إرهابية معينة بعيدًا عن التنظيمات الأخرى. كما طالب وزير الخارجية، خلال الكلمة التى ألقتها نيابة عنه السفيرة فاطمة الزهراء عتمان وكيل أول وزارة الخارجية، بالالتزام بقيم الوسطية والاعتدال وصحيح الدين الذى يدعمه الأزهر الشريف، بعيداً عن القيم المتطرفة والمنحرفة رافضاً فكرة الحل الأمنى وحده فى مواجهة الإرهاب الذى أرجعه إلى أسباب اجتماعية وثقافية بالمجتمعات. جاء ذلك خلال مؤتمر "نحو إستراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف" الذى نظمته مكتبة الإسكندرية مساء اليوم، تحت رعاية عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وفى حضور الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة، واللواء طارق مهدى محافظ الإسكندرية، ونبيل العربي، أمين عام الجامعة العربية. ومن جانبه، قال نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية: "نحن نواجه إرهابا من نوع آخر وهو إرهاب الدولة الذي ترتكبه إسرائيل من عربدة وعنصرية واستعمار، وعلينا التصدي لحماية المجتمع العربي من تنظيم داعش وغيره لإعادة الأمن والسلم للمجتمع العربى والتصدى للإرهاب، والجامعة بذلت خلال الشهور الماضية جهدا مكثفا لبحث آليات دحر الإرهاب". وأضاف العربى أن الجامعة العربية أعدت دراسة لمواجهة الإرهاب والتصدى لمخاطره، حيث توصلت إلى نتائج سوف تعرض على الاجتماع الوزارى المقبل حتى يمكن للدول تطبيق تلك النتائج لمحاربة التطرف فى مجتمعاتها على حد تعبيره. كما نوه أمين عام جامعة الدول العربية بضرورة ما وصفه ب"الارتقاء" بالخطاب الدينى فى ظل اعتلاء قيم العدالة والمواطنة من أجل الوصول إلى الحكم الرشيد، قائلاً: "مخاطر أفكار التطرف تفرض علينا جميعا إعادة النظر فى الفقه والإعلام وغيره لإحياء منظومة فكرية تتواكب مع العصر وقضايا لنتجاوز الخطاب الدينى المنغلق لخلق وعى قومى يقوم على التعدد وحرية الاعتقاد".