كأن اتحاد الكرة برئاسة جمال علام يعيش في كوكب آخر، استقر بعدالتصويت الداخلي على اختيار مدير فني أجنبي لقيادة المنتخب الوطني من بين مجموعة من أسماء المدربين العالميين الكبار الذين يتقاضون مئات الآلاف من الدولارات. الرئيس عبد الفتاح السيسي يرفع في كل مكان شعار: «أسرع وقت وأجود المواصفات بأقل سعر»، ويظن الكثيرون أن هذه المعادلة الثلاثية يصعب تحقيقها، والمؤكد أنها لا يمكن أن تتحقق مع المدير الفني الأجنبي، لأنه سيحصل على الكثير الذي يفوق طاقة الجبلاية والكرة المصرية عموماً، ولن يهمه عنصر السرعة بأي حال من الأحوال، لأن «دهاليز» الكرة المصرية كثيرة والتعرف عليها يحتاج لوقت طويل. والعنصر الثالث المتعلق بالأجود، فهو أيضاً غير مضمون،ولنا تجارب كثيرة مع الأجانب وآخرهم الأمريكي بوب برادلي الذي ظلمته الظروف، وظلمنا بإمكانياته المحدودة التي كانت سبباً مباشراً في تأخر الكرة المصرية، بعد الانجازات التي حققها «المعلم» حسن شحاتة. ولا أدري سبباً لاستبعاد المدرب المصري، والمؤكد أن فشل شوقي غريب في قيادة المنتخب في الفترة الأخيرة لا يجب أن يكون مبرراً مباشراً لاستبعاد المدرب المصري، خاصة أن اتحاد الكرة لم يدرس أسباب الفشل ولم يصل الى كل أبعادها، ولم يعلن ما يقنعنا بأسباب اخفاق المنتخب في التأهل للأمم الأفريقية. طريقة «اقلب الصفحة» وعدم اعلان الأسباب ستوقعنا في نفس الخطأ، ولن نرى المنتخب في أي محفل قاري أو عالمي طالما أننا لم نبحث عن الأسباب ونعالج الأخطاء. يحتاج اتحاد الكرة لوقفة مع النفس والمصارحة مع الجميع حتى تتضح الصورة ولا نلجأ للهروب للحل الأسهل وهو المدير الفني الأجنبي الذي سيحملونه المسئولية وحده إذا تم أي اخفاق أو فشل في المرحلة المقبلة! المدير الفني الاجنبي ليس هو الحل المناسب خاصة في المرحلة الحالية التي نحتاج فيها للترشيد إذا وضعنا في الاعتبار اسماء مدربين جيدين منهم حسن شحاتة، وحسام حسن، وطارق العشري، وطارق يحيى، وحسام البدري.