يواجه الرئيس الكرواتي المنتهية ولايته الاشتراكي الديموقراطي ايفو يوسيبوفيتش المرشحة المحافظة وزيرة الخارجية السابقة كوليندا جرابار كيتاروفيتش في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في الحادي عشر من يناير المقبل. وأفادت نتائج رسمية شبه نهائية ان يوسيبوفيتش حصل في الدورة الأولى الأحد، على 38,56 % من الأصوات مقابل 37,08 % لجرابار كيتاروفيتش. وتنافس أربعة مرشحين على منصب الرئيس في كرواتيا البالغ عدد سكانها 4,2 ملايين نسمة والتي أصبحت في يوليو الماضي الدولة الثامنة والعشرين العضو في الاتحاد الاوروبي. وحقق المرشح الفوضوي ايفان فيليبور سينسيتش (24 عاما) مفاجاة كبرى بحلوله في المركز الثالث ب16,48 % من الاصوات. وهو من الداعين إلى خروج كرواتيا من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي. وبلغت نسبة المشاركة 47,12 % أي بزيادة ثلاثة في المئة عن آخر انتخابات رئاسية قبل خمسة أعوام. ولا يعطي الدستور الكرواتي الرئيس سوى صلاحيات محدودة مع إنه يعتبر القائد الأعلى للقوات المسلحة إلا إنه يدير السياسية الخارجية مع الحكومة. ووعد المرشحان الرئيسيان بالعمل على تنشيط الاقتصاد حتى ولو لم يكن هذا الأمر من صلاحيات الرئيس. وقال يوسيبوفيتش بعد اعلان النتائج ان "برنامجي يمنح كرواتيا مزيدا من الديموقراطية والتسامح ، وسيساهم في تطوير الاقتصاد"، مبديا ثقته باعادة انتخابه. واعتبرت جرابار كيتاروفيتش (46 عاما) التي تسلمت وزارة الخارجية من عام 2005 الى 2008 ان نتائج الدورة الاولى تظهر "ارادة تغيير". وقالت امام انصارها "نحتاج الى سلطات شجاعة، حازمة، قادرة على قيادة البلاد الى الامام وليس في اتجاه الكارثة". وخلال الحملة الانتخابية، رأت ان "يوسيبوفيتش لم يشرح لماذا لم يستخدم صلاحياته الرئاسية لتحريك الامور. فهو يتحمل مع الحكومة مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع في كرواتيا". وشغلت هذه المرشحة أيضا منصب سفيرة بلادها في واشنطن ومساعدة الأمين العام للحلف الأطلسي عام 2011 لشؤون المعلومات العامة. وتشهد كرواتيا انكماشا شبه مستمر منذ 2008 ويمثل دينها العام 80% من إجمالي الناتج الداخلي. ولم يساعدها انضمامها الى الاتحاد الاوروبي العام 2013 على الخروج من الازمة الاقتصادية. ويتوقع أن يسجل إجمالي ناتجها الداخلي تراجعا جديدا في 2014 بنحو 0,5% فيما تقارب نسبة البطالة عشرين في المئة بينما يعاني البطالة شاب من كل اثنين. ويوسيبوفيتش (57 عاما) المعروف بانه سياسي رصين ينتقده معارضوه لسياسته المتساهلة التي تقوم على "محاولة البقاء على علاقات طيبة مع الجميع". لذلك لم يعبر في نظرهم عن رأي واضح في موضوعات مهمة. لكنه بدا أكثر حزما مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي وصولا إلى انتقاد حكومة يسار الوسط لعجزها عن إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية. ووعد بتحسين الوضع الاقتصادي وب"تأمين وظيفة لكل شاب في البلاد". ورغم انه السياسي الأكثر شعبية فإن أضرارا لحقت بصورته بسبب الفشل الاقتصادي للحكومة. وسيشكل الاقتراع الرئاسي أيضا اختبارا لتوازن القوى بين اليسار الحاكم والمحافظين (المعارضة) في ضوء الانتخابات التشريعية المرتقبة نهاية العام 2015. والأزمة الاقتصادية المستمرة منذ مدة طويلة جعلت الائتلاف الحاكم في وضع صعب يسعى المحافظون في المجموعة الديموقراطية الكرواتية إلى اغتنامه.