أعرب المصريون في بريطانيا اليوم الأربعاء عن شعورهم بالتغيير الجدي في مصر، بعد أن شاهدوا عبر التلفاز الجلسة الأولى لمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وعدد من مساعديه. وتجمعت أعداد كبيرة من المصريين حول شاشات التلفاز وقت إذاعة المحاكمة، ومعهم عدد من البريطانيين وأصحاب الجنسيات الأخرى الذين أبدوا اهتماما بمتابعة المحاكمة. وقال د. عصام عبد الصمد رئيس اتحاد المصريين في أوروبا إنه لم يذهب إلى عمله اليوم لكي يتابع المحاكمة مع عدد من أصدقائه الأجانب والمصريين من أعضاء الاتحاد. وأضاف:"اتفق الجميع على سلامة إجراءات التأمين في قاعة المحاكمة وخارج مبنى المحكمة، وهو الأمر الذي لفت انتباه الأجانب الذين شاهدوا الجلسة معنا، معتبرا أن التنظيم كان هو المشكلة في المحاكمة في مصر والتي تعتبر شكلا وموضوعا جديدة على المصريين. وقال:"يبدو أن المحامين المدعين بالحق المدني لم يكونوا مستعدين بشكل جيد حتى أن أحدهم ادعى أن الموجود في القفص ليس مبارك". وانتقد عبد الصمد وقوف المحامين جميعا أمام القاضي بشكل غير منظم تماما وتجاذبهم الميكروفون متسائلا:"ألا يعلم القائمون على الأمور في مصر أن هذه المحاكمة يتم متابعتها على مستوى العالم وستعطي انطباعا عن التغيير في مصر إيجابا أو سلبا؟". وقال "ما أتمناه ويتمناه جميع المصريين هو أن تتم المحاكمة بشكل محايد وعادل وأن تنتهي بشكل سلمي". من جانبه، أكد مصطفى رجب مدير البيت المصري في لندن أن المحاكمة في حد ذاتها تحسب كإنجاز لثورة 25 يناير، وقال "وجود جميع المتهمين في القفص هي أحد الإنجازات التي تحسب للشعب المصري والمجلس العسكري والحكومة في مصر". وأضاف رجب:"ما أود الإشارة اليه هو أن العديد من الإجراءات التي تمت خلال الجلسة اليوم كان من الممكن أن تتم قبل بداية النقل التليفزيوني حتى لا نشاهد هذا الكم من الإجراءات الإدارية الذي كان يمكن أن يتم قبل ذلك". وأعرب رجب عن أمنياته بأن تكون المحاكمة في المرحلة القادمة أكثر تنظيما وأن يبدأ محامو الضحايا في سرد الحقائق عن الممارسات التي أدت الى وصول رموز النظام إلى قفص الاتهام، وقال: "ليس مهما أن اتهم مبارك بالتسبب في إفساد البلاد ولكن علي أن أقدم الدلائل لإقناع المحكمة". وأشار إلى أن العالم كله تابع المحاكمة مؤكدا أن غياب النظام داخل له تأثير سلبي، وقال "تخاطف محامو الضحايا الميكروفون من بعضهم حتى اضطر القاضي أن يطلب منهم أن يجلسوا في أماكنهم".