«لا أريد إلا أن أحشر مع الشعراء يوم يبعثون، فأعيش شاعراً وأموت شاعراً».. تلك هى كلماته الأخيرة قبل الرحيل، عندما فاجأه المرض بالألم، وفاجأه الأطباء بأن الباقى قليل. أعلن مجمع اللغة العربية، عن وفاة الدكتور عبد اللطيف عبدالحليم، الشهير ب «أبو همام»، عضو المجمع، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة، وعضو محكم في كثير من اللجان والمؤتمرات في الداخل والخارج، واختير عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 2012، وذلك بعد صراعه مع المرض عن عمر ناهز 69 عاماً. والدكتور أبوهمام تلميذ الأستاذ العقاد، وشيخ المحققين أبوفهر محمود شاكر، حفظ دواوين العقاد العشرة ومعظم ديوان المتنبي وديوان الحماسة لأبي تمام قبل التحاقه بدار العلوم، وهو أستاذ بقسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، ومقرر اللجنة الدائمة للغة العربية لترقية الأساتذة المساعدين بالمجلس الأعلى للجامعات. ويعد الراحل من أشهر شعراء العمود الشعري، آمن بأن الشعر معنى، وليس شكلاً، وأن التفاعيل والقوافي فن لا يجيده إلا المتقنون، فاهتم بالشعر أكثر من وجوه الأدب الاخري، وهو عاشق للغة العربية، وأحد الأصوات الشعرية الحديثة المتميزة، وكان شاعرًا وناقدًا وأستاذًا أكاديميًا. وشاعرنا هو عبداللطيف عبدالحليم أكاديمي وأديب وشاعر مصري ولد عام 1945. اشتهر بكنيته «أبوهمام». ولد بمحافظة المنوفية، حفظ القرآن والتحق بمعهد شبين الكوم الديني. حصل على الثانوية الازهرية عام 1966، التحق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة , وتخرج فيها عام 1970، وعين فيها معيداً وحصل على درجة الماجستير. ثم سافر في بعثة دراسية إلى جامعة مدريد عام 1976، وحصل منها على درجتي الليسانس والماجستير مرة أخرى، ثم على درجة الدكتوراه. عاد إلى مصر وعين أستاذاً ورئيساً لقسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم. وتدرج في وظائف التدريس بالكلية حتى أستاذ مساعد وأعير إلى جامعة السلطان قابوس، ثم عاد أستاذاً بكلية دار العلوم، وكان رئيس مجلس إدارة جمعية العقاد الأدبية 1985 - 1988، وعضو اتحاد الكتاب، وجمعية الأدب المقارن. نشر شعره في صحف الوطن العربي ومجلاته، وكتب مقدمات لبعض السلاسل الأدبية في الشعر والقصة. أصدر ستة دواوين متفرقة، ثم جمعها معاً في كتاب واحد، هو «الخوف من المطر»، «لزوميات وقصائد أخرى»، «هدير الصمت»، ديوان «مقام المنسرح» الذى التزم فيه هذا البحر العصي قليل الورود في الشعر العربي حتي تنبأ بعض المحدثين أنه سينقرض، و«أغاني العاشق الأندلسي»، «زهرة النار»، وله كتب في الدراسات الأدبية والنقدية، منها: المازني شاعراً، شعراء ما بعد الديوان، في الشعر العماني المعاصر، في الحديث النبوي، حديث الشعر. كما حقق كتاب «حدائق الأزاهر» لأبي بكر الغرناطي. وترجم أعمالاً إبداعية لمؤلفين وشعراء أندلسيين، «كأنطونيو جالا»، «لاجرانخا»، «ألديكوا». وترجم مسرحية «خاتمان من أجل سيدة» 1984 - قصائد من إسبانيا وأمريكا اللاتينية 1987, وترجم بعض شعره إلى الإسبانية والفرنسية. حصل على جوائز عدة من مصر والبلاد العربية. منها جائزة الدولة التشجيعية في الترجمة الإبداعية 1987, وجائزة مؤسسة البابطين للإبداع الشعري عن أفضل ديوان عام 2000.