كشف موقع صحيفة " معاريف" الإسرائيلية أن هناك معركة خفية بين جهاز الشاباك والموساد ليتضح أن المعركة لم تعد مقصورة بين الشاباك والموساد في ظل الفشل الاستخباري المتوالي والمتتالي الذي يواجه إسرائيل في غزة خاصة بعد العرض العسكري الأخير الذي نظمته حماس . وأضاف الموقع بأن الكثير من الاحتكاكات تقع أيضا بين الشاباك والموساد بعد أن تم تحويل الكثير من الصلاحيات التي كانت ضمن صلاحيات الشاباك لجهاز الموساد خاصة في موضوع محاربة تهريب السلاح. وأكد الموقع الإسرائيلى أن التشكيلات الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية تجد صعوبة كبيرة في توزيع الصلاحيات المتعلقة بقطاع غزة فيما بينها وهنا يقوم الفشل الاستخباري بزيادة هذه الصراعات والخلافات حيث يدعي كل جهاز بقدرته على العمل بطريقة أفضل فى غزة . ويضم المجتمع الاستخباراي الإسرائيلي ثلاثة تكتلات أو منظمات كبرى هي قسم الاستخبارات التابع للجيش "امان" يخضع مباشرة لأوامر رئيس الأركان ووزير الجيش، الموساد والشاباك ويخضع قادتهما مباشرة لتعليمات رئيس الحكومة. ووفقا لتقسيم الصلاحيات "التاريخي" بين هذه الأجهزة تعمل "أمان" على جمع المعلومات الخاصة بالمجال العسكري فيما يختص الشاباك والموساد بإحباط العمليات "الإرهابية" ومنع التجسس والتآمر على أن يختص الشاباك بالعمل داخل إسرائيل والموساد خارجها. لكن عملية "الانفصال" عن غزة عام 2005 خلقت وضعا جديدا وجدت أجهزة المخابرات الإسرائيلية المختلفة صعوبة في التعامل معه وكان أهم سؤال هو هل نتعامل مع قطاع غزة كمنطقة "أجنبية" تقع خارج البلاد وبالتالي تحويل المسؤولية عنها لجهاز الموساد أم لا؟ وفي النهاية تقرر عدم القيام بذلك على ضوء العلاقة الوثيقة بين ما يجري في غزة والضفة الغربية الخاضعة "للسيطرة" الإسرائيلية وتقع ضمن "صلاحية" جهاز الشاباك لذلك بقي الموساد خارج الصورة فيما وصلت الاستخبارات العسكرية العمل في غزة وجمع المعلومات. وبعد وقت قصير من الإعلان والقرار بأن الشاباك هو المسئول الأول والأعلى عما يجري في قطاع غزة بدأت الاحتكاكات بينه وبين "أمان" وكان الجدل والخلاف العلني الذي اندلع نهاية الحرب على غزة بين رئيس الشاباك ورئيس الأركان ووصل حدود مكتب نتنياهو مجرد تعبير واضح عن الخلافات الصعبة السائدة بين الشاباك و"أمان" منذ أكثر من ثماني سنوات. وخلافا للصراع بين الشاباك و"أمان" الذي تحول إلى علني لا زالت الاحتكاكات بين الشاباك والموساد تجري "تحت الأرض" ونتجت في الأساس عن محاولة الموساد خلال السنوات الماضية التدخل بما يجري في القطاع بعد أن دخل إلى الصورة من خلال صلاحيته محاربة تهريب الأسلحة خاصة عمليات التهريب ذات المغزى الإستراتيجي التي يمكن عبرها وصول أسلحة هامة من إيران وأماكن أخرى إلى حركة الجهاد الإسلامي وحماس. ووفقا لهذه الجهات "المقربة" ازدادت في الفترة الأخيرة الاحتكاكات بين الموساد والشاباك على خلفية التحويل الرسمي لصلاحيات تتعلق بقطاع غزة من الشاباك إلى الموساد وهي صلاحيات تتعلق بمحاربة تهريب الأسلحة بشكل منهجي ومنظم بحيث يتم متابعتها من بلد "المنشأ" وحتى أماكن إخفائها ومن طلب هذه الشحنات في قطاع غزة.