خلت معظم شوارع العاصمة الجزائرية من المارة خلال نقل وقائع المحاكمة التاريخية للرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومعاونيه بمحكمة شمال القاهرة على الهواء مباشرة. وحرص أغلب الجزائريين على متابعة وقائع القضية على الهواء مباشرة على "الفضائية المصرية" أو قناة "النيل للاخبار" فيما تصدر خبر المحاكمة جميع نشرات الإذاعة والتليفزيون فى الجزائر. من جهتها حرصت إذاعة الجزائر الدولية على نقل مقتطفات من وقائع المحاكمة وخاصة نفى الرئيس السابق حسنى مبارك كل التهم الموجهة إليه. ونقلت الإذاعة عن مصادر أمنية في القاهرة قولها إن وزارة الداخلية انتهت من ترتيبات تأمين المحاكمة، وينتظر أن ينتشر أكثر من 1000 شرطي وجندي لتوفير الأمن في قاعة المحكمة التى تجرى بأكاديمية الشرطة.. مشيرة إلى أنه تم السماح لأكثر من ستمائة شخص من محامين وعائلات الضحايا وصحفيين بحضور المحاكمة التي تحظى بتغطية إعلامية دولية واسعة. ونقلت الإذاعة عن سعد عبود عضو مجلس الشعب المصري سابقا تأكيده بأن هذه المحاكمة تاريخية.. موضحا أن الإجراءات الأمنية التي ستتخذها وزارة الداخلية المصرية منتظرة نظرا لنوع المحاكمة والحضور الإعلامي الكبير الذي سيرافق هذه المحاكمة التي ستكون علنية على الهواء. وكانت صحيفة "الخبر" الصادرة اليوم قد قالت إن أنظار ملايين المصريين اليوم ومعهم ملايين البشر من غير المصريين تتوجه إلى متابعة واحدة من المحاكمات 'الشعبية' التي سيبقى التاريخ شاهدا عليها وهى محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء. وأضافت الصحيفة فى افتتاحيتها التى جاءت بعنوان " رسائل أم الدنيا " أنه لا مجال للمقارنة بين محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وبين محاكمة مبارك رغم الاهتمام السياسي والإعلامي العالمي بهما فالرئيس صدام حوكم تحت إمرة الاحتلال الأمريكي أي محكمة احتلال أما مبارك فهو يحاكم من قبل قضاء مصرى عادل بعد نجاح ثورة 25 يناير الشعبية. وأوضحت أن هناك أربع رسائل يمكن قراءتها في هذه المحاكمة التاريخية أولها رسالة تحذير موجهة لمرشحي الرئاسة في مصر المستقبل حيث أن مبارك يحاكم اليوم و لا يحمل معه إلا اسمه الثلاثي محمد حسني مبارك. وثاني رسالة هي رسالة موجهة لكل حاكم عربي ظلم شعبه ولا يريد الاعتراف بقوة الشعب الحقيقية في التغيير بعيدا عن التدخلات الأجنبية المشبوهة، وثالث رسالة في محاكمة الرئيس مبارك هي موجهة للعالم الغربي الذي ما زال يستهين بقدرة الشعوب المقهورة على قول 'لا' لكل الاستراتيجيات الغربية التي تفسر الديمقراطية وفق مصالحها وتدعم الأنظمة الديكتاتورية على حساب الشعوب فتسقط نظاما وتعلي آخر. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن الرسالة الرابعة موجهة إلى الشعب المصري نفسه بأن يكون على مستوى المسئولية وألا يحول محاكمة مبارك إلى مناسبة للتأثير في مجرى المحاكمة من خلال التظاهر مرة أخرى في ميدان التحرير للمطالبة بأشياء أخرى .. مشيرا إلى أن مكاسب الثورة المصرية تعد حتي الآن نموذجا فريدا من نوعه في كل شيء حيث أن العالم قد اعترف لمصر منذ زمان بأنها 'أم الدنيا' .