اعتقلت السلطات الامريكية، أمس مهندساً مدنياً في البحرية الأمريكية لاتهامه بمحاولة سرقة بيانات عسكرية بينها تصاميم حاملة طائرات نووية جديدة، زعمت واشنطن انه سيقوم بتسليمها للمخابرات المصرية. وقالت وزارة العدل الأمريكية في بيان إن المهندس مصطفى أحمد عواد «35 عاما» من ولاية فرجينيا كان سيسلم التصاميم لشخص كان يعتقد أنه ضابط في المخابرات المصرية، وزعمت أن هذا الضابط المصري هو في الواقع عميل سري في الشرطة الفيدرالية الأمريكية «إف بي آي» تمكن من الإيقاع به. وأضافت الوزارة أن العميل السري في المباحث الفيدرالية أوهم «عواد» بأنه ضابط كبير في المخابرات المصرية يسعى للحصول على بيانات عسكرية سرية, وأن المهندس أبلغ العميل بأنه ينوي استغلال الثقة التي يحظى بها في سلاح البحرية كي يحصل على تكنولوجيا عسكرية تستفيد منها مصر. وقال مدعون فيدراليون إن عواد حاول في أكتوبر الماضي سرقة بيانات بينها تصاميم الحاملة «يو إس إس آر جيرالد فورد», وهي قيد الصنع. ومن المقرر أن يمثل المهندس المعتقل الأربعاء القادم أمام قاض لمواجهة تهم، من بينها محاولة تصدير معدات دفاعية وبيانات فنية، وهما تهمتان تصل العقوبة في كل منهما إلى السجن لمدة عشرين عاما.وتحوي الوثائق، التي وعد عواد بالحصول عليها، تصاميم حاملة الطائرات النووية «يو إس إس جيرالد آر فورد» الجاري بناؤها. وتضمنت تفاصيل مذكرة الاتهام الخاصة ب«عواد»، التي قدمها العميل السري إلى المحكمة، فضلًا عن مذكرة الاتهام، بالإضافة إلى ما نشرته وسائل إعلام أمريكية من بينها موقع صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «abc News» وموقع «wavy» أن المتهم مهندس من أصل مصري، مولود في جدة بالمملكة العربية السعودية، 1979، عاد إلى مصر وتزوج من مواطنة أمريكية في القاهرة، ثم أكمل إجراءات الهجرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسافر بعدها وسعى للحصول على الجنسية الأمريكية، التي تمكن من اكتسابها بعد فترة، وقبل بداية فبراير 2014 بأيام تقدم عواد للعمل في وظيفة مهندس مدني بالبحرية الأمريكية، للعمل في مجال الهندسة النووية والتخطيط في قاعدة «نورفولك» البحرية، وتم قبوله للعمل في 3 فبراير 2014. وقال ممثلو الادعاء إن عواد حاول سرقة البيانات التقنية لتصاميم حاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس جيرالد آر فورد» في أواخر أكتوبر من العام الجاري. وقالت التحقيقات الأمريكية إنه في 18 سبتمبر 2014 الماضي اتصل عميل مكتب التحقيقات الفيدرالية السري، وهو يتحدث باللغة العربية ب«عواد»، وقال إن اسمه يوسف، من واشنطن، وطلب لقاءه في متنزه عام، وقدم العميل نفسه ل«عواد» على أنه ضابط في المخابرات المصرية، وتحدثا لمدة 90 دقيقة. واكد عواد في اللقاء أنه يمكنه استخدام منصبه في البحرية الأمريكية ليساعده للحصول على معلومات وتكنولوجيا عسكرية ليعطيها للحكومة المصرية. وتحدث عواد ويوسف عن الولاياتالمتحدة وتكنولوجيا الرادارات الأمريكية، وحاملات الطائرات والغواصات الباليستية والنووية، كما ناقشا كيف سيتبادلان الوثائق والمال في أماكن سرية. وأخبر عواد العميل السري أنه ينوي عمل نسخة من تكنولوجيا تصنيع حاملة الطائرات الأمريكية الجديدة «يو إس إس جيرالد آر فورد» على أسطوانة مدمجة «سي دي» ليقدمها للحكومة المصرية. واتفق عواد على إجراء اتصالات سرية مع العميل عن طريق البريد الإلكتروني والهواتف العامة بالشوارع، بالإضافة إلى هواتف «غير مسجلة» باسمه. ودرب العميل الأمريكي عواد على كيفية العمل بسرية دون الوقوع تحت طائلة القانون. ونصح العميل السري عواد بأن يرسل رسالته تحت عنوان مريض «Sick» في الحالات الطارئة. وفي 2 أكتوبر 2014، قبل موعد تنفيذ العملية، فشل عواد في الوصول إلى الموقع، فأرسل عواد بريدًا إلكترونيًا إلى يوسف، مستخدمًا اسمًا مستعارًا يدعى: «كاثي جين» وقدم رسالته تحت عنوان: «مريض»، في إشارة للوضع الطارئ المحيط به. وفي 3 أكتوبر 2014، أخبر عواد في اتصال هاتفي مع يوسف أنه يريد مقابلته في فندق بالمنطقة لإخباره عدة أشياء، وتقرر أن يكون اللقاء في 9 أكتوبر 2014، كما طلب عواد من يوسف أن يحضر له جهاز كمبيوتر «لاب توب» و«هارد ديسك» وخط تليفون بنظام «الدفع المسبق». وفي مساء يوم 9 أكتوبر الماضي، تقابل عواد ويوسف، وعرض الأول خطته بشأن تسريب معلومات عن تصنيع حاملة الطائرات الأمريكية، كما سلمه التصميمات الهندسية الخاصة به، كما وافق عواد على الحصول على جواز سفر مصري حتى لا يخطر السلطات الأمريكية حال سفره إلى مصر، فضلًا عن إضفاء مزيد من السرية على تحركاته. وفي 10 أكتوبر 2014، راجع مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية الرسومات الهندسية والمعلومات العسكرية السرية، التي قدمها لهم عواد، وكلها مكتوب عليها العبارة التالية: «تحذير: هذه الوثيقة تحتوي على معلومات تقنية محظور تداولها طبقًا للقوانين العسكرية الأمريكية، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية»، كما أنها مختومة بكلمة إنجليزية هي: «NOFORN»، التي تعني أن تلك الوثائق يُحظر إعطاؤها أو توزيعها على مواطنين غير أمريكيين. وفي 23 أكتوبر 2014، سافر عواد إلى هامبتون حسب الخطة المتفق عليها مسبقًا، وترك ال«هارد ديسك»، الذي يحوي المعلومات السرية، في حفرة مغطاة بأعشاب كان بها 3 آلاف دولار وجواز سفر حصل عليهما. وبعد انتهاء اللقاء في تمام الساعة 10.30 صباحًا، وعقب مغادرة عواد الحديقة حصل رجال مكتب التحقيقات الفيدرالية على المحتويات الموجودة بال«هارد ديسك». وفي 23 أكتوبر 2014، راجع مكتب التحقيقات الفيدرالية محتويات ال«هارديسك»، الذي كان يحتوي على 6 تصميمات هندسية، وكانت جميعها تحمل نفس عبارة التحذير السالف ذكرها.