اقتحم أمس تنظيم «داعش» الإرهابى مطار دير الزور العسكرى السورى قرب الحدود مع العراق ويخوض معارك عنيفة داخل اسواره مع القوات النظامية السورية حسبما قال مدير المرصد السورى لحقوق الانسان «رامى عبدالرحمن» لوكالة فرانس برس. وبدأ الهجوم الأخير للتنظيم الإرهابى على المطار الأربعاء الماضى وأسفر، حسب احصاء للمرصد السوري، عن مقتل 111 مقاتلا من الطرفين، هم 60 عنصرًا من التنظيم و51 من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطنى الموالية لها. وقال المرصد إن عناصر التنظيم «اقدموا على فصل رؤوس بعض جثث الجنود السوريين عن اجسادهم». كما جاء الاقتحام بعد عملية تفجير نفذها انتحارى من التنظيم فى بوابة المطار الرئيسية، بعد قصف عنيف ومكثف بالمدفعية وراجمات الصواريخ من التنظيم على تمركزات لقوات النظام فى المطار»، وتمكن التنظيم كذلك من السيطرة على كتيبة الصواريخ الواقعة جنوب شرق المطار على تلة ملاصقة له من جهة الجنوب. و يعتبر مطار دير الزور العسكرى الوحيد المتبقى للنظام فى المنطقة الشرقية. ويستخدم لانطلاق الطائرات الحربية والمروحية فى تنفيذ غارات على مواقع التنظيمات الجهادية ومناطق خاضعة لمقاتلى المعارضة فى انحاء عدة من سوريا. ويسيطر تنظيم «داعش» ومنذ الصيف الماضي، على معظم محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، باستثناء المطار، وحوالى نصف مدينة دير الزور. وأكدت المصادر أنه فى حال سيطر التنظيم على المطار، فإنه سيحيده عن الصراع الدائر فى شرق سوريا، ليبقى مطار واحد بعهدة النظام، هو مطار T4 الذى يقع إلى الغرب من دير الزور فى منطقة شرق حمص فى صحراء تدمر. وقالت إنه إذا تمكن التنظيم من السيطرة على مدينة دير الزور وطرد النظام منها، فإن مناطق نفوذه فى سوريا ستمتد من الأراضى العراقية شرق سوريا إلى ريف حلب الشمالي، وتتجاوز مساحتها 40% من مساحة سوريا. ولم تقتصر الاشتباكات على محيط المطار، بل طالت حى الصناعة بمدينة دير الزور، ومنطقة حويجة صكر عند أطراف المدينة، بالتزامن مع قصف لقوات النظام على تلك المناطق. واعلن مسئول ايرانى لصحيفة «جارديان» البريطانية ان بلاده شنت غارات على مواقع لتنظيم داعش فى شرق العراق دون التنسيق مع واشنطن. ونقلت الصحيفة عن مساعد وزير الخارجية الايرانى «ابراهيم رحيم بور» قوله إن الضربات الجوية كانت دفاعا عن مصالح ما وصفهم باصدقاء بلاده فى العراق. ونفى وجود أى تنسيق مع الأمريكيين، مشيرًا إلى إن التنسيق كان مع الحكومة العراقية فقط. وقال «رحيم بور» «لن نسمح بأن تتدهور الاوضاع فى العراق كما حدث فى سوريا حيث تتدخل عناصر اجنبية كما أن مساعدتنا للعراق بالتأكيد اقوى من مساعدتنا لسوريا لانهم اقرب الينا». ووصف ملك الاردن عبد الله الثانى مكافحة «داعش» بأنها «حرب عالمية ثالثة» خلال لقاء مع الرئيس الامريكى باراك أوباما فى واشنطن الذى اعلن زيادة كبيرة فى المساعدة المقدمة للمملكة الهاشمية. واوضح أوباما أن المساعدة الأمريكية للأردن سترتفع إلى مليار دولار سنويا مقابل 660 مليونا حاليا واعدا ايضا بضمانات قروض جديدة. وقال أوباما إن كل ذلك يهدف إلى دعم الاصلاحات السياسية والاقتصادية الجارية فى الأردن. واوضح البيت الأبيض أن هذه المساعدة التى ستناقش فى الكونجرس ستشمل الفترة من 2015 إلى 2017. وشدد أوباما على أهمية مساعدة عمان التى تتحمل مسئولياتها. كان الأردن قد استقبل مئات الآلاف من السوريين الهاربين من الحرب الأهلية الدائرة فى بلادهم.