ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية، أن أحد أبناء مدينة طرابلس بشمال لبنان قتل خلال قتاله مع تنظيم داعش في مدينة عين العرب "كوباني" السورية.. فيما كشفت مصادر أمنية أن 20 شابا من شمال لبنان غادروا البلاد للالتحاق بداعش. قالت الصحيفة إن الشاب محمد طارق قنطار، الذي نعته عائلته يوم أمس، وهو الطرابلسي الخامس الذي يسقط في تلك المناطق خلال الشهرين الماضيين، وأشارت إلى أن المخاوف تتعاظم في صفوف الكثير من العائلات الطرابلسية من تنامي ظاهرة سفر الشبان للقتال الى جانب داعش، وتكثر التساؤلات حول من الجهات التي تعمل على غسل أدمغة هؤلاء الشبان وصولا الى إغرائهم وإقناعهم بترك عائلاتهم للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق، ومن يقوم بتسهيل انتقال هؤلاء الشبان الى المناطق السورية والعراقية؟ ومن يعمل في طرابلس على تجنيد الشبان وإرسالهم الى تلك التنظيمات؟ ومن يقوم باستقبالهم هناك ونقلهم الى المعسكرات؟ أوضحت الصحيفة أن المعلومات تشير الى أن ثمة حالة طوارئ غير معلنة من مختلف الأجهزة الأمنية في طرابلس وشمال لبنان من أجل التصدي لهذه الظاهرة وتعطيل سفر الشبان الذين يشتبه بإمكان التحاقهم بالتنظيمات المتطرفة. وأكدت المعلومات أنه جرى خلال الفترة الماضية توقيف عدد من الشبان خلال انتقالهم الى تركيا سواء عبر مطار بيروت أو عبر المرافئ اللبنانية للاشتباه بهم، وأن بعضهم اعترف بأنه كان ينوي الالتحاق بتلك التنظيمات للقتال الى جانبها، وقد تم التحقيق معهم ومن ثم الافراج عنهم. كشفت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لصحيفة "السفير" عن قيام مجموعة تضم نحو عشرين شخصا من طرابلس وبعض الأقضية الشمالية بمغادرة لبنان خلال الأشهر الماضية الى تركيا وعبرها الى سوريا للقتال الى جانب داعش، وأن أعمار هؤلاء تتراوح ما بين 19 الى 22 عاما، لافتة الانتباه الى أن عملية رصدهم وملاحقتهم معقدة وصعبة للغاية، خصوصا أنهم أشخاص غير مشبوهين ومعظمهم من طلاب المدارس والجامعات، ويغادرون لبنان بشكل رسمي وبجوازات سفر شرعية بحجة السياحة. واستبعدت هذه المصادر أن يكون هناك جهات في طرابلس تعمل على تجنيد الشبان للقتال إلى جانب داعش، مشيرة الى أن ترتيب عملية الانتقال تحصل عبر التواصل على شبكة الانترنت، لافتة الانتباه الى أن التحقيقات التي جرت مع بعض الذين أوقفوا أخيرا أكدت وجود شخص من طرابلس يشغل منصب مساعد قاضي مدينة الرقة في تنظيم داعش، وهو الذي يتواصل مع الشبان ويؤمن انتقالهم من تركيا الى سوريا ومن ثم يقوم بتوزيعهم على المعسكرات. وأشارت هذه المصادر الى أن كثيرا من الشبان لا يعلمون أصول القتال في تلك المناطق، وأن هذه التنظيمات تخضعهم لتدريبات عسكرية سريعة، قبل انتقالهم الى الجبهات المتقدمة، ما يؤدي الى مقتلهم. وعلمت "السفير" بأن والد أحد الشبان ممن غادروا أخيرا للالتحاق بداعش، أبلغ الأجهزة الأمنية بأن ولده أقنعه بأنه ذاهب الى بيروت لقضاء أيام عدة لدى أصدقائه، ومن ثم انقطعت أخباره، الى أن اتصل به بعد نحو عشرة أيام وأبلغه بأنه على الجبهة في عين العرب الى جانب المجاهدين، طالبا منه الدعاء له ومسامحته في حال سقط شهيداً .