يعقد مجلس إدارة اتحاد الكرة اجتماعاً الاربعاء القادم برئاسة جمال علام لبحث مصير الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة شوقي غريب في أعقاب الفشل في التأهل لنهائيات الأمم الافريقية والخسارة امام تونس اول أمس 1-2 بالمنستير وإضاعة الفرصة الأخيرة في الحصول على تأشيرة الصعود لغينيا الاستوائية مطلع العام المقبل كأفضل ثالث في المجموعات السبع للتصفيات. جاء تأجيل اجتماع مجلس إدارة الاتحاد لانشغال جمال علام رئيس الاتحاد باجتماعات الاتحاد العربي في السعودية. ويعكف اتحاد الكرة على دراسة أكثر من سيرة ذاتية لمدرب أجنبي لقيادة المنتخب في المرحلة المقبلة، حيث يأتي في دائرة الترشيحات وعلى مائدة المفاوضات مانويل جوزيه المدير الفني السابق للنادي الأهلي ومنتخب انجولا، بجانب البوسني وحيد خليلوزيتش المدير الفني السابق للمنتخب الجزائري والذي قاده للتأهل لنهائيات كأس العالم عقب الإطاحة بالمدرب الجزائري عبد الحق بن شيخه 2011 بعد الخسارة امام المغرب في تصفيات الامم الافريقية بأربعة أهداف نظيفة. ونجح خليلوزيتش في تأهل منتخب الجزائر لدور ال16 لمونديال البرازيل لأول مرة في تاريخ مشاركات محاربي الصحراء في كأس العالم أعوام 1982و86 و2010. ويبقى المقابل المادي الذي سيتقاضاه المدرب الأجنبي هو الذي سيرجح كفة أحدهم على الآخر مع السيرة الذاتية نظرا للظروف المادية سواء لاتحاد الكرة أو وزارة الشباب والرياضة والتي من المؤكد أنها ستضع سقفاً معيناً لأي مدرب أجنبي. وهناك رفض لما ينادي به البعض بتصعيد حسام البدري المدير الفني للمنتخب الأوليمبي لقيادة المنتخب الأول لسببن يعتبرهما بعض أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة جوهريين..الأول أن البدري خطا بالمنتخب الأوليمبي خطوة كبيرة نحو تشكيل قوامه ودخوله في المباريات الودية استعداداً لدورة الألعاب الافريقية وأولمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل 2016. كما ان البعض يرى أن البدري لايملك الخبرة الكافية لقيادة منتخب أول خاصة أن فكرة المدرب المحلي لن تكون ذات جدوي في المرحلة المقبلة للحاجة لتجهيز لاعبين فنياً وبدنياً كما ان تجربة حسن شحاتة المدير الفني الأسبق كانت لها ظروفها لوجود لاعبين كانوا قد وصلوا للنضج الكروي خاصة النادي الاهلي الذي ضم وقتها كوكبة من اللاعبين وتحت قيادة المدرب الكفء البرازيلي مانويل جوزيه. وكان شوقي غريب قد واصل أخطاءه في لقاء تونس بقيادته للمباراة وتغييراته وتأثر الأداء بعدم ثبات التشكيل وتغيير هيكله في كل مباراة ولا أعرف سر نزول الثلاثي مؤمن زكريا وأحمد حمودي وعماد متعب وماذا فعلوا بعد نزولهم وهل كان الثلاثي موجودين بالملعب بالفعل ام لا؟ وكان أبرز ما في مشوار التصفيات ضعف اللياقة البدنية رغم وجود ثلاثة مدربين مساعدين علاء نبيل وأسامة نبيه وعبدالستار صبري وكان في الإمكان الاستغناء عن اثنين والاستعانة بمدرب أحمال قادر على رفع اللياقة البدنية خاصة ان بعض اللاعبين ظهر تدني مستواهم الفني لضعف اللياقة البدنية حيث لم تسعفه قوته البدنية في تنفيذ فكره. غريب أخطأ كثيرا وإستمع لآراء البعض في الاختيارات والتشكيل في كل مباراة وظهر انه يستمع للآخرين أكثر مما يملكه من رؤية وفكر دون خطة واضحة المعالم منذ توليه المسئولية قبل مايقرب من عام تقريبا. ومن أكبر خطايا غريب انه وفي ظل نشوة توليه قيادة المنتخب رفض الصدام مع اتحاد الكرة في جانبين كان لهما أكبر الأثر فيما وصل إليه من نهاية مأساوية أولهما انه لم يضع مباريات قوية قبل واثناء المعسكر ورفض خوض لقاءات قوية تحسب عليه في حال الخسارة ولم ينس غريب ان بعض المباريات الودية أطاحت بعدد من المدربين ممن سبقوه رغم انه كان في أشد الحاجة لعدد من اللقاءات الودية مع لاعبين ينقصهم اللعب دوليا وقليلي الخبرة. والثاني: انه لم يحرك ساكناً بعد ان علم ان اتحاد الكرة ينوي تأخير انطلاق مسابقة الدوري من 14 أغسطس الى 15 سبتمبر لأسباب تسويقية وتنظيمية رغم ان لقاء السنغال بداكار كان على الأبواب و قبل انطلاق الدوري بأسبوعين مما أثر على الانسجام واللياقة البدنية والذهنية والفنية. ومما يؤكد عدم وضوح الرؤية للجهاز الفني رفض ضم عصام الحضري حارس مرمى المنتخب بعد لقاءي السنغالوتونس في بداية مشوار التصفيات ثم الاستعانة به في آخر لقاءات بالتصفيات رغم وجود محمد صبحي الذي كان الثاني في ترتيب الأفضلية ليتم استدعاء الحضري لتونس ويحرس مرمى المنتخب أمام تونس. والذي كشف غريب وأكد ضعف ثقة اللاعبين والجمهور والمسئولين به كمدرب انه ضم 12 لاعبا محترفا قبل لقاء السنغال بداكار ومع بدء المشوار بدأ تسريح معظمهم واختيار أربعة منهم فقط مما يبرهن على عدم متابعة المحترفين مع مدربيهم في أنديتهم أو متابعة مبارياتهم بنظرة ورؤية أعمق . وفي الوقت الذي سعى فيه مدربا تونس البلجيكي جورج ليكينز والسنغال الفرنسي آلن جيريس على تثبيت تشكيل المنتخبين ولم يخرج سوى لاعبين أو ثلاثة على الأكثر للإصابة مما حافظ على جماعية الأداء في المنتخبين خاصة مع اكتمال اللياقة البدنية والفنية والخبرة الدولية بعيدا عن التخبط والسير في الاتجاه المعاكس.