أكد عدد من المتخصصين في مجال الطب النفسي، أن انتشار ظاهرة تصوير الأشخاص لأنفسهم في أوضاع جنسية، يعد من الظواهر الكارثية والخطرة، لأنها تكسر العادات والتقاليد العربية، وقد نهى عنها جميع الديانات. كما أشاروا إلى أن وقائع فضائح "الغربية" تعبر عن كارثة قادمة، إن لم يرجع أصحاب هذه الأفكار الشاذة إلى رشدهم، ويلجئون للعلاقات الجنسية السليمة والصحيحة. وفي هذا الصدد قالت رضوى سعيد، رئيس قسم الصحة الجنسية بالجمعية العالمية للطب النفسي، إن الذين يصورون أنفسهم في أوضاع جنسية، تدور حولهم كثير من علامات الاستفهام، مشيرا إلى أنهم قد يكونون مصابين بالانفصام، أو أشياء أخرى شديدة الخطورة. وأوضحت سعيد، في تصريحات ل"بوابة الوفد"، أن أصحاب هذه الفيديوهات، والفضائح في الغربية، لديهم ميول إجرامية شديدة، بداية من اختراق أخلاقيات المجتمع، وحقوق الآخرين، ومن الممكن أن يتطور الأمر للعديد من المشاكل والجرائم بعد ذلك. وتابعت سعيد أن أصحاب هذه الفيديوهات، يفعلون ذلك للتفاخر والتباهي بأجسادهم وفصيلتهم، مشيرة إلى أن الإثارة لدى هؤلاء الأشخاص تتمثل في عدد العلاقات الجنسية التي أقاموها مع العديد من السيدات، وكأنهم يجمعون "ميداليات"، وليست بالعلاقة السليمة والصحيحة مع الزوجة، كالإنسان الطبيعي. وأضافت سعيد أن الإنسان الطبيعي لا يلجأ لمثل هذه الأفعال، إلا بعد دخوله في مشاكل أكبر، وبعد فقدانه المتعة الجنسية في العلاقات الطبيعية الإيجابية، موضحة أن مثل هذه الأفعال كثيرًا ما تؤدي إلى إثارة أكبر، ولكن السلبيات الناتجة عنها أكثر. بينما قالت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن الفضائح المنتشرة في الوقت الحالي، حول تصوير أشخاص لأنفسهم في أوضاع جنسية، لها أبعاد نفسية وسياسية. وأردفت فايد، في تصريحات ل" بوابة الوفد"، أن العدد المهول من هذه الفيديوهات، يوضح أنها مهمة لتحقيق أهداف ومكاسب سياسية، وتأجيج لصراع بين طرفين، مشيرة إلى أنه يوجد هدف نفسي أيضًا يكمن في وجود مشكلة أخلاقية لدى مصور الفيديو، وعند أقرب أزمة يستسلم الشخص للأخلاقيات المنافية، ويرضخ للأساليب الشاذة. ورأت فايد أن هذه الشخصيات لديها نوع من أنواع الشذوذ الجنسي، وتستغل شخصيات ضعيفة، ومهمشة، في تنفيذ أغراضهم السياسية أو إثبات أنهم قادرون على النجاح في مجال ما. فيما أكد أحمد عبد الله، أستاذ علم النفس بجامعة الزقازيق، أن جميع الأديان نهت عن مجرد الحديث فقط عن مايحدث بالعلاقات الجنسية، حتى الحلال بين الزوجين، مشيرًا إلى أن حديث العلماء والفقهاء عن تحريم الصور، أصبح له فائدة الآن، ويمكن أن نطالب به في القريب العاجل، نظرًا للاستخدام الخاطئ لآلات التصوير. وأشار عبدالله، في تصريحات ل"بوابة الوفد"، إلى أن أطباء وأساتذة الطب النفسي كانوا يعتبرون من يصور نفسه بأوضاع جنسية، لديه مشكلة شديدة، وانحراف مرضي خطير. وأكد عبدالله، أنه منذ فترة قريبة، أصبح تصوير الشخص لنفسه في أوضاع جنسية، أمرا شائعا جدًا، ويفعله 7 أشخاص بين كل 10 أشخاص، وبالتالي لا يمكن للطبيب أن يحكم بالانحراف أو المرض على هؤلاء الأشخاص، دون كشف تفصيلي، مشيرًا إلى أن أغلب الشخصيات التي تفعل ذلك، ليسوا بمرضى، وإنما يفعلون ذلك فقط، لأن الصور والفيديوهات أصبحت حياة موازية للحياة الطبيعية للإنسان، وأصبحت أكثر إثارة ومتعة من العلاقات الجنسية نفسها. شدد عبد الله على ضرورة الرجوع مرة أخرى للقيم الصحيحة والنبيلة، والتأكيد على أن هذا الأمرمقدس ولا يصح الحديث فيه من الناحية العقلية أو الشرعية.