لم يكتف الإرهابيون بالهجوم البري على مصر، من خلال التفجيرات التي يتم شنها بشكل دوري، وإنما توجهوا إلى تغيير خطة الهجوم لتتجه نحو البحر. تعرضت وحدة مرور من القوات البحرية، عصر اليوم الأربعاء، إلى طلق ناري وجهه لهم عدد من الإرهابيين يستقلون "بلنصات"، أثناء تنفيذهم نشاط قتالي في عرض البحر المتوسط ، بحيث يبعد 40 ميلا بحريا شمال ميناء دمياط. من جانبه، أكد مصدر أمني أنه تم دفع عناصر مقاتلة ومتخصصة من القوات البحرية والجوية لمعاونة اللنش ونجدته، وتم تدمير عدد ثلاث بلنصات والقبض علي 20 من المشتركين في الهجوم، فيما ترددت أنباء أن الحادث الإرهابي أسفر عنه سقوط 4 ضباط و13 مجندًا من القوات البحرية. رصدت "بوابة الوفد" آراء عدد من الخبراء الأمنيين حول تلك الحادث الإرهابي، واتجاههم إلى توجيه خطتهم للحرب على مصر إلى البحر. اللواء محمد هاني زاهر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، وصف قيام عدد من "البلنصات" بإطلاق النار على "لانش" تابع للقوات المسلحة شمال ميناء دمياط بالكارثة. وأوضح زاهر أن العناصر الإرهابية نقلت معركتها مع القوات المسلحة والشرطة من البر للبحر، لتشتيت قوات الأمن، متهما بعض الدول التي وصفها بالمعادية لمصر، بتمويل مجموعات إرهابية، لإشاعة الفوضى بمصر. وشدد زاهر على ضرورة تعديل الخُطط الأمنية وتطويرها بما يتناسب وأسلوب تحرك الجماعات الإرهابية، الخاطفة، مؤكدا أن الجماعات الإرهابية التي تُنفذ هجماتها ضد مصر مُدربة على أعلى مستوى. بينما قال فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة ومدير أمن بورسعيد الأسبق، إن هجوم ميناء دمياط، هو أحد سلسلة الهجمات الإرهابية المتوقعة، والتي تعتبر تحصيل حاصل وغير مؤثرة في سير عملية التقدم المصرية. وأوضح علام، أن التنظيمات الإرهابية تنفذ هذه الهجمات، بمساعدة الإخوان الإرهابية، وستنتهي في القريب العاجل، كما انتهت في التسعينات، مشيرًا إلى ضرورة أن تطبق الدولة المصرية، منظومة مكافحة الإرهاب، ذات المحاور الجماعية، عن طريق جميع الجوانب الاقتصادية منها والتعليمية وغيرها. شدد على عدم إمكانية النجاح في التصدي للإرهاب والإرهابيين عن طريق مجال الأمني فقط، مؤكدًا على ضرورة تكاتف الدولة تجاه الهجمة الشرسة. فيما دعا اللواء سامح سيف اليزل، رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية، المصريين إلى ضرورة انتظار التحقيقات التى تجريها القوات المسلحة المصرية بشأن واقعة الاعتداء على القوات البحرية قرب ميناء دمياط. وقال: "إنه يتم حاليا التحقيق مع المتهمين المقبوض عليهم وعددهم 20، وفور انتهاء التحقيقات سيتم الإعلان عن الأحداث الحقيقية ومن وراءها ولماذا تمت بهذا الشكل؟ وأوضح أنه لا يمكن البت في ما إذا كان هؤلاء إرهابيين أو مهربين لأن الأحداث وقعت من فترة قصيرة، مشددا على ضرورة انتظار التحقيقات للوصول إلى المعلومات الصحيحة . وأشار إلى أنه من المبكر الحديث عن نوعية تسليح المهاجمين قبل انتهاء التحقيقات، لكنه أكد أن بعض المهاجمين تم قتلهم وإغراقهم أثناء عملية الاشتباك . ورفض اليزل، الكشف عما إذا كانت وقعت إصابات أوقتلى بين طاقم لنش القوات البحرية، مؤكداً أن هذا الأمر سيتم الإعلان عنه بواسطة بيان من المتحدث العسكري . وقال اللواء يسري قنديل، رئيس جهاز المخابرات البحرية السابق، إن الهجوم على قواتنا البحرية اليوم نقلة نوعية للإرهاب من البر إلي البحر. وأضاف "قنديل"، أن القوات البحرية كانت تقوم بنشاط روتيني لها بالمرور لفرض السيادة الكاملة على المياه الإقليمية للدولة. وأوضح أن القوات البحرية بالتعاون مع القوات الجوية وحرس الحدود تمكنت من صد هذا العدوان والقبض على 20 شخصا. وأشار رئيس جهاز المخابرات البحرية السابق، أن السفن المصرية مصرح لها بالصيد في مثل هذه المناطق، وقد يصرح لدول أخري تطلب تصريح أن تصطاد فى هذه الأماكن .