شنت قوات موالية للحكومة الليبية الإثنين هجوما بالقرب من مرفأ بنغازي بهدف استعادة السيطرة على هذه المنطقة الواقعة وسط ثاني مدن ليبيا شرق البلاد، من الميليشيات الإسلامية، وفق شهود ومصادر عسكرية. وقال شاهد إن سفينة قديمة للبحرية الليبية راسية في المرفأ أصيبت على الأرجح بقذيفة، وشوهدت سحابة من الدخان الأسود ترتفع من الموقع حيث تدور معارك بالأسلحة الثقيلة. والهجوم الذي تشنه قوات موالية للواء خليفة حفتر بمساندة وحدات من الجيش، هدفها "تطهير المنطقة من الجماعات الإسلامية المسلحة" كما قال المتحدث باسم قيادة الأركان العقيد أحمد المسماري. ودعا المسماري في وقت سابق السكان إلى إخلاء حي الصابري القريب من المرفأ حيث تتحصن جماعات إسلامية كما قال وسط الأهالي. وبعد الظهر، سمع دوي أسلحة ثقيلة في وسط المدينة حيث يوجد المرفأ والإدارات الحكومية والأسواق. وجرت مواجهات كذلك في حي الليثي في وسط المدينة والمعروف بأنه معقل للإسلاميين المتشددين، وفق مراسل لفرانس برس. وكانت القوات الموالية للحكومة بمشاركة مقاتلين مدنيين سيطرت الأسبوع الماضي على أحياء جنوب وشرق بنغازي، واستعادت السيطرة على معسكرات وقعت في أيدي الإسلاميين. واستولت الميليشيات الإسلامية ومن بينها أنصار الشريعة في يوليو على كامل المدينة تقريبا وطردت منها القوات الحكومية بعد بدء عملية "الكرامة" التي أعلنها اللواء حفتر لطرد الإسلاميين في مايو. وشن حفتر بمساندة الجيش في أكتوبر هجوما جديدا لاستعادة ثاني مدن ليبيا. ومنذ ذلك التاريخ قتل 250 شخصا على الأقل في المعارك. ومنذ سقوط نظام القذافي في 2011 بعد ثورة استمرت ثمانية أشهر، فشلت السلطات الانتقالية في تشكيل جيش نظامي مهني وفرض سلطاتها على الميليشيات التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ أغسطس ما اضطر أعضاء الحكومة إلى الهرب.