قالت مجلة "فورين بولسي" الأمريكية إذا استمرت أسعار البترول على تراجعها، فإن دول الخليج لا تستطيع أن تستمر في تقديم المساعدات الأجنبية لجيرانها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والدول التي لا تتمتع بمصادر الطاقة الطبيعية كالنفط والغاز مثل (مصر والمغرب). وأضافت المجلة أنه لعقود طويلة تقدم دول الخليج المساعدات لجيرانها لتتجنب زيادة النفوذ الأوروبي ولكي تضمن الاستقرار السياسي في المنطقة، مشيرةً إلى أن هذا الأمر يجعل الصحة المالية في دول الخليج أكثر أهمية لكل من القاهرة وعمان والرباط. وأشارت الصحيفة إلى ما قاله (صندوق النقد الدولي) يوم الإثنين الماضي: إلى أن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستعد لعام آخر من النمو المخيب للآمال، وحذر(مسعود أحمد) مدير صندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط من أن دول مثل السعودية قد تواجه عجزاً مالياً في العام المقبل بسب تراجع أسعار البترول، مشيراً إلى أنه بالنسبة لدول الخليج ككل فإن انخفاض أسعار البترول سيؤدي إلى تقليص فوائضها المالية بنسبة تقدر (175 مليار دولار)". وأوضحت المجلة أن هذه المؤشرات تضع ضغوطاً إضافية على تلك البلدان لإصلاح ميزانياتها، حيث تستخدم دعم الطاقة الذي يشجع على التبذير والذي يكلف الحكومات ملايين الدولارات سنوياً، ففي الكويت تكلفة الوقود في محطات البنزين تقدر بحوالي 0,19دولار للتر قبل التعديلات الأخيرة علي الأسعار. ونوهت المجلة إلى أن كلاً من مصر والمغرب والأردن أعلنوا عن خطط لخفض دعم الطاقة لتوفير النفقات، مشيرةً إلى أن الدول الغنية بالنفط تتبع الآن نفس هذه الخطوات. ورأت المجلة أن هناك خطرا آخر يهدد المنطقة يتعلق بميزانية الدول التي ستتأثر بانخفاض أسعار الوقود مما يقوض من إمكانية ضخ المساعدات الخارجية التي تقدمها كل من السعودية والإمارات لمصر والأردن والمغرب لكي يحافظوا على اقتصاداتهم.