الجريمة النكراء التى قام بها الارهاب الظلامى يوم الجمعة الماضى باستهدافه نقاطا عسكرية شمال سيناءجنوب الشيخ زويد هى فاجعة بكل المقاييس، فالمذبحة التى نفذتها يد الارهاب الآثمة أودت بحياة 30 جنديا وأسفرت عن جرح 31. ولاشك أن جرائم الارهاب التى ترعرعت لاسيما فى سيناء تمت بفضل المعزول «مرسى» فهو الذى أوجد هذه البؤر الارهابية عندما أصدر قرارات بالعفو على إرهابيين محكوم عليهم فى قضايا تمس الأمن القومى وجرائم قتل وتفجيرات إرهابية أودت بحياة الأبرياء. ومن بين من أطلق سراحهم «عادل حبارة» الذى ارتكب مذبحة رفح الثانية فى أغسطس 2013 والتى قتل فيها بدم بارد 25 من جنود الأمن المركزى تنفيذا لتعليمات «أبو بكر البغدادى» زعيم داعش الذى تم تنصيبه خليفة للمسلمين فى 29 يونيو الماضى. وفى معرض استخلاص الدروس المستفادة من الهجوم الغادر الخسيس الذى وقع يوم الجمعة يتعين على الدولة تبنى استراتيجية جديدة واتخاذ إجراءات رادعة لمواجهة هذه العمليات الآثمة المدعومة من الخارج والتى تستهدف مصر من خلال كسر إرادة الجيش توطئة لإسقاط الدولة. وحسنا ما فعلته مصر بإعلانها حالة الطوارئ فى شمال سيناء وحظر التجول لمدة ثلاثة أشهر، وبقرارها غلق معبر رفح إلى أجل غير مسمى. ولقد آن الأوان للدولة لاتخاذ إجراءات استثنائية وإخضاع الارهابيين لمحاكمات عسكرية ضمانا لسرعة تنفيذ أحكام الاعدام ضدهم. وسط التطورات العاصفة التى تجتاح المنطقة وأخطار الارهاب الظلامى التى تهدد مصر يتعين على الدولة دعم القضاء العسكرى بكل الامكانات المتاحة تعزيزا لقدراته وتمكينا له للقيام بالدور المنوط به بفاعلية كأحد أذرع القوات المسلحة. الأحداث تدعو الدولة إلى الضرب بيد من حديد على الارهاب وبالتالى بات من الضرورى محاكمة الارهابيين أمام المحاكم العسكرية لتحقيق الردع. حيث إن بطء إجراءات القضاء المدنى يمثل مشكلة يعانى منها المجتمع، وبالتالى يتعين معالجة ذلك عبر اللجوء إلى المحاكمات العسكرية الناجزة ضمانا لردع هذه الفئة الباغية التى تسعى لهدم الدولة وتفكيك الجيش والتى مضت فى غيها تدمر وتقتل وتشعل الحرائق وتخرب المنشآت. العملية الارهابية التى وقعت يوم الجمعة هى الأسوأ للجيش المصرى منذ عقود. وليت القصاص يطال «مرسى» المجرم الآثم الذى عبأ سيناء بالارهابيين وسعى عمدا لتقويض الدولة من خلال ميليشيات مسلحة تعمل لحسابه وحساب جماعته الباغية. ولا ننسى ما قاله «محمد البلتاجى» ( العمليات الارهابية التى تحدث فى سيناء ستتوقف حال عودة مرسى إلى كرسى الرئاسة.) !! ولهذا لابد من تبنى الدولة اليوم استراتيجية جديدة ترتكز على الاجراءات الصارمة لمواجهة هذه العمليات الارهابية الآثمة، فالمدان يجب القصاص منه وأن يتم ذلك بسرعة من أجل تحقيق الردع حيث إن تأخير القصاص يفرغ العقاب من جدواه.