أكد اللواء أركان حرب هشام الحلبي، إن الرئيس السادات استخدم حروب الجيل الرابع فى حربه مع إسرائيل، موضحاً أن هذا النوع من الحروب يقوم على مزيج بين القوة العسكرية والناعمة، وهو ما حدث في حرب 1973، ثم مفاوضات السلام التي تلتها، قبل ظهور مفهوم حروب الجيل الرابع بسنوات، مؤكداً أن مصر لديها عقول استطاعت أن تسبق الزمن. وأوضح الحلبى خلال إحتفالية الإدارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية بوزارة الشباب والرياضة على مسرح الوزارة، تحت رعاية المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، اليوم الأربعاء، إن حروب الجيل الرابع ليست موجهة بالأساس للقوات المسلحة، بل للقطاع المدنى، بهدف السيطرة على عقول وقلوب المواطنين، من أجل زعزعة الإستقرار وفرض إرادة الدولة المعادية على الدولة المتستهدفة، والعمل على إفشالها. وأضاف أن حروب الجيل الرابع تهدف إلى تفتيت مؤسسات الدولة بالكامل، وفرض واقع جديد لخدمة العدو، لافتاً إلى أنها حروبٌ بطيئةٌ، تختلف عن حروب الجيل الأول والثاني والثالث، التي تقوم فى أدبياتها على استخدام القوة العسكرية. وأشار إلى أن كلاً من الجيل الأول والثاني والثالث للحروب، تعتمد على القوة العسكرية، بينما تعتمد حروب الجيل الرابع على القوة الناعمة، وهو ما تضمنه تعريف الباحث الأمريكي "جوزيف صموئيل ناي"، الذي عرف القوة الناعمة بأنها "فرض إرادة الدولة المهاجمة على الدولة المستهدفة، من خلال جذب الشعوب الأخرى إلى ثقافات ومجتمعات الدول المعادية". وضرب الحلبى مثال على آليات الجذب والتأثير، بالدعم الذى تقدمه الولاياتالمتحدةالأمريكية لمؤسسات المجتمع المدنى ومؤسسات الهجرة فى حوالى 160 دولة حول العالم، واستغلال الرغبة التى تتملك غالبية الشباب فى العالم بالسفر والدراسة فى أمريكا، وهو ما يعرف باسم "مشروع فولبرايت"، الذى يهدف إلى جذب العقول والمبدعين فى العالم عن طريق تقديم منح دراسية بالجامعات الأمريكية، قائلاً: "أمريكا مش بتطلع دولار واحد إلا لما تاخد مكانه عقل أو فكر، ومفيش مانع أدرس بره وأنا عينى على بلدى، ولما أرجع أفيد بلدى". واستشهد بفيديو عًرض خلال كلمته، لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "هيلاري كلينتون"، تعترف فيه بصناعة الإرهاب الذي يحاربونه اليوم لتقويض دعائم الإتحاد السوفيتي، فى حينها، قائلاً: "وليس من المستبعد أن يأتي الأمريكيون بعد سنين من الآن، ليعترفوا بأنهم من صنع تنظيم "داعش" الإرهابي، وهذه هي حروب الجيل الرابع". وألمح إلى أنه لا توجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بين الدول، لكن المصالح هي الحاكم فى العلاقات بين الدول، وفى هذا الإطار لم تُظهر القوة الناعمة النجاح المطلوب، لذلك ظهر مفهوم جديد يُسمى ب"القوة الذكية"، وهو مزيج بين القوة العسكرية والناعمة، لافتاً إلى أن الولاياتالمتحدة عملت على تطبيق هذا المفهوم، الذي يمكنها من فرض عقوبات اقتصادية على دولة ما، وفي ذات الوقت القيام بعمليات عسكرية ضدها، وهنا يتحقق المزيج بين القوتين العسكرية والناعمة. ولفت إلى أن حرب الجيل الرابع المثالية، هي التي تبدأ دون أن يشعر بها أحد، موضحاً أن هذا النوع من الحروب يسوده الضبابية الشديدة وعلامات الإستفهام الكثيرة، مستدلاً على ذلك بالتهديدات الغربية بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، لتظهر بعد هذه التهديدات حالة من التوافق شبه الكامل في أعقاب ثورة 30 يونيو. وأوضح أن إيران تستخدم القوة الذكية في دائرتها الإقليمية، عبر استغلال واستقطاب الشيعة المتواجدين داخل الهلال الشيعي، مؤكداً أنه من الممكن مواجهة حروب الجيل الرابع من خلال التحليل العلمي والصحيح، والوعي العالي عند المواطنين.