فقاقيع خاوية، رصاص مصوب نحو لا شىء، وطاقات عاطلة. هكذا يمكن وصف الضجيج المُفتعل كل يوم والمنطلق من فضائياتنا فى وقت نعانى فيه من أزمة صاخبة فى التشغيل، ونقص حاد فى الموارد، وتضخم متنامى كغول مفترس يأكل كل شىء. كما صدمت الشاعرة فاطمة ناعوت الناس فى الأسبوع الماضى بتغريدتها السخيفة بوصف عيد الأضحى بالمذبحة، واعتبار رؤيا سيدنا إبراهيم عليه السلام كابوسا مفجعا، تطاول عمرو أديب على المرأة واعتبر الحديث عن المساواة « كلام فارغ « واعتبرها مسئولة عن خدمة الرجل وغسيل أطباقه وتغطيته والسهر على راحته. «هو مش من وظائف الزوجة لا مؤاخذة إني لما أرمي البنطلون تشيله، لما أرمي البشكير تلقفه، لما أسيب الطبق تغسله، أمّال أنا بتجوز ليه؟ أنا ما تعلمتش كل التعليم ده عشان أشيل الطبق اللى أكلت فيه». هكذا قال الرجل زاعقا بعصبيته المصطنعة. يستنكف عمرو أديب أن يتعلم كل هذا التعليم ويمد يديه ليحمل طبقا أو يساعد زوجته، وهذا حقه لكن بث هذا الكلام من إعلامى فى برنامح المفترض أن له جمهوراً يشجع على فكرة «ذكورية المجتمع» ويصُب فى خانة السلفنة البدوية التى تضرب العالم العربى وتقوده نحو الجهل والمزيد من التخلف. لا يمكن أن يُمر كلام «عمرو» بصمت، بتجاهل، بتطنيش، لأنه أولا محسوب على جمهور المدنيين، لا الفاشيين، وثانيا لأن ما ينطق به تتلقفه مواقع الكترونية محلية وعربية كوجهة نظر للنخبة المصرية، وثالثا لأنه مؤثر فى ربات البيوت. المرأة جمال، وحضارة، وذوق. ولا خير لبلد لا يحترم نساءه، ولا مستقبل لأمة لا تحفظ لأنثى حقوقها. المرأة لحظة اشراق، وفرصة تحد، وفعل مقاومة. المرأة سنبلة قمح، وزهرة فل، وصباح متجدد، ووطن يصعد إلى القمة. يحكى التاريخ لنا حكايات ملكات عظيمات مثل حتشبسوت وتى ونفرتارى، ولولا شجر الدر ما انتصر المصريون على حملة لويس فى المنصورة، ولولا صفية زغلول ما صمدت ثورة 1919 فى وجه الاحتلال الغاشم. لقد قدمت نساء مصر انجازات عظيمة فى الفن والآدب والسياسة لتبقى لنا أسماء خالدة مثل أم كلثوم، وهدى شعراوى وبنت الشاطى. لقد كُنت وما أزال أُرحب بحكم النساء، ومشاركة النساء، ودخولهن معترك السياسة. ألسنَّ أرفق من طغاة بُغاة توارثوا الظُلم واستحسنوا الظلام. ألسن أفضل من شوارب طويلة كمكانس الاسفلت لم تقدم سوى السجن والمشانق. إنها الضفائر يا عمرو. الضفائر التى لولاها ما سقط حكم الاخوان، ولولاهن ما قامت ثورة 30 يونية، ولولا إخلاصهن وحماسهن ما كان لهذا الوطن أن يخرج من مستنقع الفاشية الدينية، لذا فالمجد، كل المجد للأقراط ونون النسوة. والله أعلم. mailto: