"أبلغني شوكت على الهاتف وأنا في شدة مرضي أن عفيفي مطر مات فقلت له ياشوكت ضع سماعة الهاتف على أذنه لأقول له مع السلامة ياعفيفي قلتُ له هذه الكلمة وهو يبكي فاستحضرتني آنذاك قصيدة " موتٌ ما". بهذا المشهد بدأ الدكتور محمد عبد المُطلب حديثه أمس في الأمسية الشعرية التي أقيمت ببيت الست وسيلة بمناسبة مرور عام على رحيل الشاعر عفيفي مطر. حضر الأمسية الدكتور عبد المعطي حسن والكاتب وائل قنديل, وسعيد الكفراوي وعدد من المفكرين والشعراء والأدباء. وأضاف عبد المطلب :" الموت غياب للمسمى وليس للاسم؛ فلم يمت أمل دنقل أو صلاح عبد الصبور على سبيل المثال؛ وأيضا لم يمت عفيفي مطر فسيظل دائما موجود معنا حتى إن غاب جسده" . وأكثر ما أدهش عبد المطلب في قصائد مطر بناءه بيتاً شعرياً مكوناً من عدة طوابق؛ كما كانت قراءاته الأولى عن السلام فتساءل السلام عن ما؟ ولمن؟ وكتب قصيدته الأولى بعنوان "دعاة السلام". أما عن الطابق الثاني في أشعار مطر على حد رؤية د.عبد المطلب هو طابق العرفانية كما سماه فتحولت تجربة مطر إلى مقامات وتحولت رؤيته إلى مشاهدة, فهناك فارق كبير بين الرؤية التي تعني إدراك العالم والمشاهدة التي تعني إدراك المادة الأولية لهذا العالم, حيث قدم مطر قصائد شعرية مختلفة في ديوانه وأعظم ماقدمه أيضا إحياء اللغة.