العيد فرحة لا يعرفها سوى القادرين فى المنيا الذين يتمكنون من شراء الملابس الجديدة والأضحية، ولكن فقراء قرى الجعاوير والشماس والنواى لا تفارق فرحة العيد أبوابهم فالجميع فقراء، الملابس بالية والخدمات معدومة والجميع يعيش على حد الكفاف. قرى معدمة لا يوجد بها ماء أو كهرباء وعزب تعيش على بدائيات العصر الحجرى بدون وحدات صحية أو مدارس، أو أى مشروعات تمنح فرص عمل، البطالة منتشرة ونسب التعليم متدنية للغاية. تقول عزة سالم من قرية نواى إحنا 9 أفراد ولا نملك حتى بناء سقف المنزل ووالدى يعمل ب10 جنيهات فى اليوم، لا تكفينا واللحمة لا نراها إلا نادراً، ومفيش حاجة عندنا اسمها عيد. وأضافت سيدة حسن: عندى 8 عيال وكل اللى نفسى فيه أبنى غرفة تانى علشان نعرف نعيش أنا وجوزى وعيالى الصغيرين وزوجى أجير بيشتغل ب15 جنيهاً فى اليوم بيشتغل يوم ويبطل يوم. عم شعبان، سائق، لدى 9 عيال وأمى المريضة تعيش معنا وكلنا نعيش فى حجرتين، ليس بهما أى إضاءة، ولا حتى لمبة ومن غير دورة مياه، والشباب بيروحوا الجامع، والبنات بيروحوا عند الجيران، ومفيش مياه عندنا، ونضطر نجيب من الجيران، وأنا يوميتى لما باشتغل كويس لا تزيد على 12 جنيهاً، متكفيش نفقات المعيشة. مصطفى صادق من عزبة الشماس: إحنا بنعانى معاناة تامة وعندنا مشكلة كبيرة فى العيش إنا بنروح نجيب العيش من قرية الأشمونين، ولما طالبنا أن يكون لينا حصة من الدقيق، لم يستجب لنا أحد، وكل فرحة العيد أولادنا محرومون منها، لأننا لا نملك أن نشترى لهم ملابس أو لحمة. ربيعة عيسى من عزب الشماس تقول: أرملة ومعايا 5 عيال ومعنديش أى حاجة وباخد 80 جنيهاً فى الشهر ومش قادرين نعيش وفى العيد ينتظر أهل الإحسان وأنا شايفة أولادى، بدون ملابس جديدة أو قطعة لحمة. وردة إبراهيم: عندى 6 عيال وزوجى معوق، وفى ناس بتحن علينا وتساعدنا علشان نجيب مصاريف للعيال، وعايشين من قلوب الناس الرحيمة، وعندنا غرفة واحدة بنام فيها كلنا فوق بعض، وحتى الغرفة دى بنينها من المساعدات، إحنا بس مش عايزين غير سكن كويس نعيش فيه، وكل عيد أما ننتظر أى إنسان فيه الخير من أى مكان يدق بابنا بكيلو لحمة. تفاحة عيسى، عزبة جعوير، زوجى كفيف ومعايا ولد وبنت والمعاش 140 جنيهاً، ومش بيكفوا أى حاجة وإحنا عايشين من فضل ربنا اللى بيحن علينا الناس بيه، ومفيش عيد عندنا، إحنا الحمة بتزور بيتنا كل كام شهر وبتكون من أهل الخير. طاهر محمود بخيت، عزبة جعاوير: وعندنا مشكلة المية وطلبنا قبل كدة التحليل السريع، ولما حضروا حللوا المية وقالوا إنها سليمة لأن نسبة الشوائب 48٪ ولم تصل إلى 50٪، يعنى لازم نموت علشان الصحة نتحرك، فرحته فى قلوبنا الموجوعة، على أولادنا اللى ما شافت يوم حلو، الحرمان صعب وربنا ما يكتبه على غيرنا.