توصل فريق عالمي من العلماء بجامعة كاليفورنيا إلى أحد الأسباب المحتملة للعقم عند الرجال، والذي يعزي إليه ما يصل إلى ثلث حالات الإصابة في كافة أرجاء العالم، وهو عبارة عن خلل في أحد البروتينات التي تسهل على الحيوانات المنوية عملية تخصيب البويضة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى إجراء اختبارات جديدة، والعمل على تطوير بعض العلاجات للأزواج الذين يعانون من العقم. ونقل موقع (فويس أوف أميركا) الإلكتروني عن أحد الباحثين أن الحيوانات المنوية الطبيعية تحتوي على أحد (البروتينات المحصنة)، المعروف باسم: (DEFB126)، والذي يعمل على تغطية سطح الحيوانات المنوية، مما يسمح بتدفقها عبر الجهاز التناسلي للمرأة باتجاة البويضة غير المخصبة. والحيوانات المنوية للرجال الذين يحملون نسختين معيبتين من هذا الجين تفتقر لهذا الغطاء الواقي، وهو ما يجعلها عرضة للتدمير من قبل الجهاز المناعي للمرأة، الذي يتعامل مع الحيوانات المنوية على أنها نوع من الغزاة الأجانب للجسم، التي ينبغي مواجهتها. وأضاف الموقع أن العلماء اكتشفوا هذا الجين بمحض الصدفة أثناء العمل على تطوير لقاح لتحديد النسل للرجال من شأنه أن يتسبب في العقم بصورة مؤقتة. ونقلت الصحيفة عن تشارلز بيفنز أخصائي المناعة بمعهد ديفيز التابع لجامعة كاليفورنيا وأحد الذين ساهموا في اكتشاف تأثير هذا الجين على الخصوبة لدى الرجال قوله: "إن هذا النوع من الاكتشافات غير المتوقعة يثير ذهول العلماء"، وقام بيفنز بالإضافة إلى علماء آخرين من كندا والصين وبريطانيا العظمي بفحص الحيوان المنوي لحوالي 500 رجل صيني من المتزوجين حديثاً ممن كانت لديهم الرغبة في إنجاب أول أطفالهم، ثم تابعوا هؤلاء الرجال مرة أخرى بعد مضي عامين. وكشفت تلك المتابعات بقيادة سكوت فينرز من جامعة سايمون فريزر الكندية النقاب عن انخفاض معدل المواليد للرجال الذين يحملون نسختين من هذا الجين المعيب بنسبة 30%. وأضاف فينرز: "ويشير ذلك على الأرجح إلى أن هذا الجين المعيب يؤدي إلى انخفاض معدل الخصوبة بين هؤلاء الأزواج، كما أن عملية التلقيح في حد ذاتها تستغرق وقتاً أطول". وصرح الباحثون أن هؤلاء الرجال لا تزال لديهم القدرة على الإنجاب إلا أن فرص اختراق الحيوان المنوي للمخاط المهبلي وبقائه حياً حتى يتمكن من تلقيح البويضة تقل بنسبة 20%.