حضر اللواء طارق مهدي، محافظ الإسكندرية، ندوة لمناقشة كتاب "آفاق العصر الأمريكي" (السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد)، للدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية، وعضو المجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات. يعد كتاب "آفاق العصر الأمريكي" الإصدار العربي الأول من نوعه الذي يناقش واقع النظام العالمي الجديد ومستقبله من زوايا بحثية متعددة، سياسية وفلسفية واقتصادية وعسكرية وتقنية، كما يوطد المؤلف دراسته لهذا النظام من خلال البيانات والإحصاءات الدقيقة ليبرهن من خلالها على صحة الأطروحة التي يتبناها في كتابه، والقائمة على أن الأحادية القطبية سمة للنظام العالمي الجديد، وان الهيمنة الأمريكية على مفاصل هذا النظام ستتواصل خلال العقود الخمسة المقبلة، راصدا بذلك التأثيرات الإستراتيجية المتوقعة للهيمنة الأمريكية على مناطق العالم كافة؛ ومن ثم فإن الكتاب يعد مرجعا رصينا يعتد به. أثناء الندوة تم تقديم عرض مختصر لما يتضمنه الكتاب، ففي المدخل تحدث المؤلف عن بنية القوة في النظام العالمي الجديد وما عوامل ظهور النظام العالمي الجديد؟ وما القوى الفاعلة فيه؟ وما أهم العوامل المؤثرة فيه؟ أما الفصل الأول من الكتاب فقد تطرق فيه المؤلف إلى مفاهيم وسمات النظام العالمي الجديد بأبعاده المختلفة وذلك من خلال محورين، المحور الأول هو المفاهيم والأدبيات التي تناولت ظهور النظام العالمي منذ معاهدة وستفاليا الموقعة عام 1648 وحتى الوقت الراهن، والمحور الثاني في هذا الفصل يتناول ابرز سمات النظام العالمي الجديد التي تلعب دوراً مهماً في تفاعلات هذا النظام، ويؤكد الفصل الأول على أهمية إخراج الأديان والمقدسات من دائرة الصراعات بين الدول وضرورة البدء بالحوار الحقيقي والحضاري بين الأديان، وفي الفصل الثاني من الكتاب تناول المؤلف العوامل المؤثرة في بنية النظام العالمي الجديد، وفي الفصل الثالث يتناول منعطفات تاريخية فارقة يرى المؤلف أنها ظلت غائبة عن المناقشات البحثية الدائرة حول النظام العالمي القديم والجديد معا، ويتميز العرض التاريخي في هذا الفصل بسمة استثنائية ربما تضعه في خانة التفرد البحثي، حيث يستعرض المسارات التاريخية للنظام العالمي منذ نشأة الدولة العثمانية في بادرة تؤرخ لرؤية علمية متوازنة في التأريخ للنظام العالمي، أما الفصل الرابع فيركز المؤلف على قياس اثر الأحداث الاقتصادية الرئيسية تاريخيا في صعود القوى الرئيسية، والفصل الخامس من الكتاب يتميز بدراسة مسحية لعينة من السكان في دولة الإمارات واتجاهاتهم حول النظام العالمي الجديد، والفصل السادس يناقش المؤلف التغيرات البنيوية المتوقعة وتأثيراتها في هيكلة النظام العالمي الجديد خلال العقود الخمسة المقبلة، أما الفصل السابع والأخير فيعد رؤية مستقبلية للنظام العالمي. وفي خاتم الندوة قدم الدكتور جمال سند السويدي كتابه كتذكار طيب للحضور، وذلك لتوطيد وتدعيم العلاقات الثقافية بين مركز الإمارات ومدينة الإسكندرية.. وقد حضر الندوة د. إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، والسيد قنصل دولة اليونان وفلسطين ولبنان والسودان.