التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، في نيويورك، حيث استعرض تطورات السنوات الثلاث الماضية في مصر. وأشار السيسي إلى أن الشعب المصري ثار ضد الإقصاء والتطرف، وأَبَى أن تحكمه جماعة تشترك في بنائها الفكري وأيدولوجيتها مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط حاليا. وأشاد السيسي بالعلاقات الثنائية مع بريطانيا، معولا على دورها لإعادة تنشيط العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي، وعلى الإجراءات الجاري اتخاذها على صعيد تحسين بيئة الاستثمار وخلق مناخ مواتٍ للأعمال، بما يمَكن الدول المتقدمة، ومن بينها بريطانيا، من زيادة استثماراتها في مصر، مما سيكون له مردوده الإيجابي على خفض معدلات البطالة وخلق فرص العمل للشباب، وذلك جنبا إلى جنب مع الجهود الوطنية المبذولة في هذا الصدد. وأكد السيسي التزام مصر بسداد مستحقات الشركات البريطانية العاملة في مصر في مجال النفط والغاز، مشيرا إلى أن مصر تؤسس لدولة سيادة القانون التي تحترم الدستور وتلتزم بمبدأ الفصل بين السلطات، ومن ثم فإنها لا تتدخل في عمل القضاء ولا تعقب على أحكامه. وشدد السيسي على ضرورة عدم استخدام القوة إلا في أضيق الحدود وفقط مع الحالات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف، والتي تواجه فيها السلطات المصرية مقاومة مسلحة من الإرهابيين. وعلى الصعيد الإقليمي، شهد اللقاء استعراضا للجهود المصرية بشأن تثبيت الهدنة في غزة؛ تمهيداً لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتأكيدا على ضرورة امتناع تدخل بعض الأطراف الإقليمية التي تستهدف عرقلة الجهود المصرية. كما تطرق الجانبان إلى الأوضاع في ليبيا، حيث توافقت رؤيتهما بشأن أهمية الحل السياسي للأزمة الليبية، لتحقيق الاستقرار والاستتباب الأمني هناك؛ حيث أكد الرئيس أن الأوضاع في ليبيا لا تقل خطورة عن نظيرتيها في العراق وسوريا، ومن ثم تبرز الحاجة إلى استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب تشمل كافة الدول التي تواجه مخاطر الجماعات المتطرفة، مع عدم التركيز على جماعة إرهابية بعينها.