حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الخميس احتفال الدولة بعيد الفلاح، الذى أُقيم بمركز القاهرة الدولى للمؤتمرات بمدينة نصر، حيث كان فى استقباله كلٌ من المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عادل البلتاجي، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي. كما حضر الاحتفال وممدوح حمادة، رئيس الاتحاد التعاونى الزراعي، والمهندس أسامة الجحش، نقيب الفلاحين. وقد بدأت وقائع الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة الدكتور وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، التى أكد خلالها على أن الاحتفال بعيد الفلاح هذا العام يأتى فى مرحلة تاريخية اجتمعت فيها إرادة الأمة المصرية على العدالة والحرية، منوها إلى أن الفلاح سيظل رمزاً يجسد قدرة المواطن المصرى على العمل والعطاء. وأضاف الوزير أن الرئيس قد أصدر اليوم قرارين بقانونين، يهدف أحدهما لإنشاء صندوق التكافل الزراعى الذى سيقوم بتغطية الأضرار الناتجة عن الكوارث الطبيعية وغيرها من مخاطر الآفات التى تتعرض لها الحاصلات الزراعية، بما يحقق التنمية الزراعية المستدامة ويحافظ على مستوى الدخل الزراعى للمستفيدين فى كافة مناطق الجمهورية، أما القرار بقانون الآخر فيختص بتنظيم التأمين الصحى على الفلاحين وعمال الزراعة، الذين لا يتمتعون بمظلة التأمين الصحى تحت أى قانون آخر. تلا ذلك قيام الرئيس بتوزيع عقود تمليك أراضى الإصلاح الزراعى على عدد من المزارعين، ثم ألقى السيسى كلمةً أشار فيها إلى دور الدولة وعزمها على تحسين أحوال الفلاح المصرى الذى يقوم بدور حيوى فى عملية التنمية، مع العمل على النهوض بالأوضاع المعيشية لسكان الريف المصرى من محدودى الدخل. كما أشاد السيسى بالروح الإيجابية التى يتحلى بها الشعب المصري، مؤكدا أن التفافه حول القضايا الوطنية، والذى تم التعبير عنه فى الثلاثين من يونيو وفى السادس والعشرين من يوليو ثم فى استحقاقى الدستور والانتخابات الرئاسية، يجسد إدراك ووعى الشعب المصرى وعزمه على تحقيق مستقبل أفضل. وأوضح الرئيس أن التفاف الشعب حول مشروع حفر قناة السويس الجديدة وتوفير المبلغ المطلوب لتمويل المشروع فى ثمانية أيام فقط؛ يعبر من جديد عن وعيه بأهمية هذا المشروع، وما سيكون له من دور فعال لدعم الاقتصاد الوطني. وأضاف الرئيس أن الدولة اعتمدت خطة قومية لاستصلاح أربعة ملايين فدان، مشيرا إلى دور هذا المشروع فى النهوض بأوضاع الفلاح المصري، وزيادة المساحة المنزرعة من الأراضى المصرية، وهو الأمر الذى يتطلب الاستفادة من البحوث الزراعية التى تجريها مراكز البحوث المصرية فى مختلف المجالات، سواء لاستنباط أنواع جديدة من التقاوي، أو للري، ومعالجة الأراضي، فضلاً عما سيساهم به هذا المشروع من خلق فرص العمل للشباب فى القطاع الزراعي. كما أشار الرئيس إلى أهمية تطوير منظومة الرى الحقلي، وذلك بهدف توفير عشرة مليارات متر مكعب من المياه سنويا، وتقليل ملوحة التربة، فضلاً عن إراحة الأراضى الزراعية والتحكم فى الدورة الزراعية بصورة أفضل، منوها إلى توجيهاته بشأن توفير الأسمدة للفلاحين المصريين وضمان توزيعها توزيعا عادلا وفى الأوقات المناسبة. وقد تطرق الرئيس إلى الانتخابات البرلمانية، التى تمثل الاستحقاق الرئيسى الثالث لخارطة المستقبل، داعيا كافة فئات المجتمع المصري، وفى مقدمتهم المرأة والشباب، إلى المشاركة الفاعلة فى تلك الانتخابات، مشددا على ضرورة تدقيق الاختيار فيمن سيمثلون الشعب، أخذا فى الاعتبار المهام الجسيمة الملقاة على عاتق مجلس النواب الجديد، لا سيما فى الشق التشريعى لسن وتعديل القوانين بما يتوافق مع الدستور المصرى الجديد، فضلاً عن المهام والصلاحيات الموسعة التى يتمتع بها مجلس النواب وفقاً لنصوص الدستور. كما أشاد السيسى بدور المرأة المصرية فى المجتمع بشكل عام، فضلا عن دورها البارز فى المجتمعات الزراعية، واضطلاعها بالعديد من المهام إلى جانب تربية النشء، مؤكدا أن المرأة المصرية قد أبدت نضجا ووعيا سياسيا بمشاركتها الفاعلة فى استحقاقى الدستور والانتخابات الرئاسية، كما نوّه إلى أهمية إنشاء مراكز لتأهيل ومساعدة المرأة المُعيلة على مواجهة أعباء الحياة. وقد أولى الرئيس لمشاركة الشباب فى العملية السياسية اهتماما خاصا، منوها إلى أن هذه المشاركة لا يتعين أن تقف عند حدود الإدلاء بالأصوات وإنما لترشيح أنفسهم كنواب عن الشعب، مطالبا صحيفة الأهرام بتنظيم ندوة عن مشاركة الشباب فى العمل السياسي، ومنوها إلى اعتزامه حضور هذه الندوة وإلقاء كلمة فيها. هذا، وقد سادت الاحتفال أجواء إيجابية عبر فيها المشاركون عن امتنانهم إزاء الاهتمام الذى توليه الدولة المصرية للفلاح المصري، معبرين عن شكرهم للرئيس لاهتمامه بأحوال الفلاح وتوفير التأمين الصحى له، فضلا عن مساعدته على تحسين دخله.