قررت دولة قطر طرد سبعة من أبرز قيادات جماعة الإخوان الارهابية الذي هربوا إلى أراضيها عقب سقوط حكم الجماعة في مصر، في خطوة هي الأولى من نوعها، فمن المعروف أن قطر تعاون الجماعة في حربها ضد مصر، واعتبر كثيرون ان هذا القرار جاء نتيجة ضغوط من مجلس التعاون الخليجي. هذه الخطوة أثارت تساؤلاً حول إقدام قطر على غلق قناة الجزيرة، خصوصاً قناة "مباشر مصر". في هذا السياق، قامت "بوابة الوفد" برصد آراء بعض الخبراء الإعلاميين حول قيام قطر بطرد سبعة من القيادات الإخوانية وعلاقة ذلك بإمكان غلق قناة الجزيرة أو تغيير السياسة التحريرية المتبعة بها التي تهاجم مصر. فى البداية توقع الدكتور محمود علم الدين، استاذ الصحافة ووكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة، أنه سيتم إغلاق قناة الجزيرة "مباشر مصر" فى الفترة المقبلة، موضحا ان هذا القرار سيكون لمجرد إثبات حسن النية فقط. أضاف علم الدين، أن قرار قطر بطرد سبعة من قيادات الإخوان لا يعبر عن الواقع الحقيقى فى ظل التغير الدولى البسيط فى استيعاب الموقف المصرى، لافتا الى ان القرار جاء حتى لا تخسر قطر دول الخليج ومصر. وشدد على اهمية توقف قطر عن التدخل فى الشئون المصرية فى الفترة المقبلة، وعن دعم جماعه الإخوان المسلمين بشكل عام سياساً وإعلامياً ومادياً، وان تقوم بتطبيع علاقاتها مع مصر بشكل يليق بمكانة مصر فى الشرق الأوسط. أشار أستاذ الصحافة بكلية الإعلام، الى أن غلق القناة أو تغير سياستها التحريرية، لا يكفى خصوصاً بعد دعمها للجماعة الإرهابية طيلة الفترة السابقة، لذلك على قطر التوقف عن الدخول فى أى تحالفات ضد مصر. اتفق معه فى الرأي، ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، قائلا إن دول الخليج العربي، خصوصاً السعودية والإمارات، استطاعت أن تمارس ضغوطاً وتجبر قطر على إعادة النظر فى الأنشطة التى تقوم بها من أجل زعزعة الاستقرار فى الخليج وتخريب مصر. أكد عبدالعزبز أن قطر كانت مضطرة إلى إثبات تراجعها عن الأنشطة العدوانية، متوقعا أن تقوم قطر بطرد قيادات إخوانية أخرى وإلزام المقيمين بها بعدم إصدار تصريحات مسيئة لدولة مصر، فضلا عن التخفيف إلى أقصى حد ممكن من الطريقة المنحازة وغير المهنية التى تتبعها قنوات الجزيرة فى تغطية شئون مصر. أوضح الخبير الإعلامي أن قطر من الممكن أن تتأخد منابر إعلامية أخرى غير تابعة لها مباشرةً، وذلك فى محاولة لموازنة الضغوط الخليجية عليها. أضاف الدكتور محمد بسيونى، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر، أن قرار طرد سبعة من القيادات الإخوان جاء فى إطار متغير أساسى بالنسبة للحالة العامة فى المنطقة، مؤكدا أن القرار جاء من توجيهات أمريكية جديدة، حيث إن قطر ملتزمة بالسياسة الأمريكية لتهدئة الوضع بالمنطقة والسيطرة على دعوات التعصب والعنف التى تنتج من القيادات الإخوانية. شدد بسيوني على صعوبة إغلاق قناة الجزيرة أو تغيرها بشكل جذري، حيث إن القناة تمتلك جمهوراً، و لكن من المؤكد أنها سوف تغير سياستها التحريرية والخطاب العام لها. ناشد بسيونى الأنتربول المصري بإرسال قائمة لدول العالم بأسماء القيادات الإخوانية الهاربة للقبض عليهم ومحاسبتهم، لافتا الى أن تلك الخطوة ستكون مؤثرة جدا للحد من نشاط العمل الإرهابى. وفى سياق متصل، قال الإعلامى أسامة كمال، أن قرار طرد سبعة من القيادات الإخوانية جاء لتهدئة الموقف مع السعودية أمريكا، موضحا أن القرار لا يعبر عن حقيقة موقف قطر تجاه مصر، ويعتبر إجراءً شكلياً بعد ضغوط من مجلس التعاون الخليجى. وأوضح الإعلامي أن قناة الجزيرة "مباشر مصر"، سوف تتغير سياستها لفترة مؤقتة وليست طويلة، لأن التوجه الإعلامي لقناة الجزيرة يعبر عن فكر الدولة نفسها ومن الصعب ان يحدث التغير السياسي والفكري بتلك السرعة. أشار إلى أن هناك قنوات فضائية ومواقع إخبارية أخرى ستكون بدائل لقناة الجزيرة في حال تغيير سياستها، أو فى حال إغلاقها.