أبرز موقع "المونيتور" الأمريكي (المختص بشؤون الشرق الأوسط) الجدل الدائر في الأوساط الإعلامية الإيرانية عن فكرة التعاون بين الولاياتالمتحدةوإيران لمحاربة تنظيم "داعش"، قائلا "إن وجهات النظر المسئولين المحافظين جميعهم يرفضون فكرة التعاون بين الجانبين في ذلك الصدد". ورصد الموقع في سياق تقرير له اليوم تصريحات مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية مسعود جزائري التي قال فيها : "إن مثل ذلك التعاون بين الجانبين غير ممكن بأي من الأحوال، والسبب في ذلك هو أننا نقف ضد داعش، لكن واشنطن هي من أنشأت ذلك التنظيم".. مشيرا إلى أن إيران تتعاون في الوقت الحالي مع القوات العراقية والكردية التي تقاتل ضد داعش داخل العراق. واستشهد التقرير أيضا بآراء بعض وسائل الإعلام الإيرانية التي عددت الأسباب وراء رفض إيران للانضمام للتحالف الذي تقوده واشنطن لمحاربة داعش، وأولها هو أن واشنطن وحلفاءها في المنطقة هم المؤيدون الأصليون لتنظيم داعش داخل سوريا، بغض النظر عن رغبتهم الحالية في تشكيل تحالف ضد مقاتلي التنظيم ومحاربتهم. أما السبب الثاني، فهو تجربة إيران المريرة في التعاون مع واشنطن في أفغانستان، حيث إن الولاياتالمتحدة تلقت معلومات من الاستخبارات الإيرانية لمحاربة تنظيم "طالبان" عام 2001، ثم أعلنت انتصارها لنفسها ووصفت إيران بأنها جزء من "محور الشر". وتابع التقرير يقول: "أما السبب الثالث، الذي ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية المحافظة، هو أن واشنطن ليست جادة في محاربة داعش فهي تتغاضى عن الإرهاب والإبادة الجماعية ضد الأطفال في فلسطين، وأنشطة الإرهابيين من الجيش السوري الحر والأنشطة الإرهابية في شرق إيران". والسبب الرابع، هو أنه لا توجد خطة طويلة الأمد لمحاربة الإرهاب في العالم، أما وجود الإرهاب فتستخدمه الولاياتالمتحدة ذريعة لتبرير وجودها العسكري في المنطقة، والذي بدوره يضيف لسباق التسلح، الذي يحصل على أمواله من الدول الإسلامية ويضعها لدى مصنعي الأسلحة بالغرب. وألمح التقرير إلى ظهور أحد آراء المعتدلين الإيرانيين المؤيدين للتعاون بين إيرانوواشنطن وهو رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، والذي أعرب عن استعداد بلاده للتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، في مواجهة تنظيم "داعش"، إن كانت واشنطن صادقة بذلك.