بدأ الحوثيون، أمس «عصياناً مدنياً» في العاصمة اليمينة صنعاء، وذلك بعد يوم من دعوة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إيران إلى «عدم التعاطي مع مجموعات» في بلاده. ونصب انصار المتمردين الحوثيين الشيعة خياما جديدة بالقرب من وزارات الداخلية والكهرباء والاتصالات في وسط صنعاء كما اقدموا على اغلاق طريق المطار في شمال العاصمة. واقام المحتجون الموالون لزعيم التمرد الزيدي عبدالملك الحوثي خياما جديدة في اليوم الاول من الاسبوع، وهو يوم عودة الطلاب الى المدارس، وذلك في اطار التصعيد «النهائي» الذي أعلنه الحوثي وقطع انصار الحوثيين طريق المطار شرقي حديقة الثورة في شمال صنعاء، مع العلم ان هذا الطريق هو المدخل الرئيسي لوسط العاصمة من مطار صنعاء. ومازال بالإمكان الوصول إلى المطار عبر طرقات اخرى. وكان الحوثيون اعلنوا بدء المرحلة الاخيرة و«الحاسمة» من تحركهم الاحتجاجي التصعيدي المطالب بإقالة الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود. ويستمر هذا التحرك بالرغم من اطلاق الرئيس عبدربه منصور هادي مبادرة اقر بموجبها التراجع عن ثلث الزيادة السعرية على اسعار الوقود، وتشكيل حكومة جديدة. وما زال الآلاف من أنصار الحوثيين المسلحين وغير المسلحين ينتشرون في صنعاء وحولها في مشهد يعزز المخازف من انزلاق اليمن نحو العنف. وقال مصدر قريب من الرئيس لوكالة فرانس برس إن «الحوثيين قدموا مجموعة مطالب الى الرئيس هادي حملوها للوسيط عبدالقادر هلال، وهم يطالبون خصوصا باجتثاث الفساد وتمكينهم من النيابة العامة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وجهاز الامن القومي وجهاز الامن السياسي وبحسب المصدر، فإن الحوثيين طالبوا ايضا «بأن يعتمد الرئيس مبدأ التشاور معهم لاختيار رئيس الوزراء الجديد وتسمية وزراء الوزارات السيادية». ويسود التوتر الشديد في صنعاء حيث امتنع عدد كبير من السكان عن ارسال اولادهم الى المدرسة في اليوم الاول من العام الدراسي. وكان منصور هادي قد دعا إيران إلى «عدم التعاطي مع مجموعات» في بلاده، مكررا بشكل غير مباشر الاتهامات لطهران بدعم الحوثيين وحلفائهم في اليمن. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» عن هادي قوله «يجب أن تتعامل إيران مع الشعب اليمني بأكمله وليس مع مجموعات أو طوائف». وكانت صنعاء اتهمت مرارا طهران بدعم منظمة «أنصار الله» التي تقاتل السلطات اليمنية منذ أكثر من عشر سنوات، وأقاموا خلال الأسابيع الماضية مخيمات حول العاصمة صنعاء مطالبين برحيل الحكومة