استقبل ميناء الإسكندرية أمس، سفينة التدريب « عايدة 4» التابعة للأكاديمية العربية وعلى متنها 248 مصريا من العاملين بالأراضى الليبية، قادمين من ميناء جرجيس التونسى. وخصصت هيئة الميناء أتوبيسات لنقل العمال العائدين لمحافظاتهم. استقبل العمالة العائدة اللواء عادل ياسين حماد رئيس هيئة الميناء، وتم تقديم وجبات ساخنة لهم و إنهاء كافة إجراءات وصولهم. وكانت سفينة التدريب عايدة قد أبحرت من ميناء «المزيد عن الإسكندرية الأسبوع الماضى بناء على تكليف من وزير النقل للمشاركة فى حل أزمة ونقل العمالة المصرية العالقة بالأراضى التونسية والذين فروا من الصراعات الدامية والاضطرابات التى تشهدها المدن الليبية. ويذكر أن وزير النقل قد وجه الأحد قبل الماضى تعليماته بسرعة إنهاء أعمال الصيانة اللازمة للسفينة وتجهيزها للإبحار، مع اتخاذ جميع إجراءات السلامة البحرية، لإنقاذ المصريين الموجودين على الحدود الليبية التونسية نتيجة الأحداث الدموية فى ليبيا. وتحركت السفينة الساعة السادسة مساء الاثنين قبل الماضى من ميناء الإسكندرية، بمعدات السلامة البحرية، متجهة إلى ميناء جرجيس التونسي، واستغرقت الرحلة أربعة أيام لتصل إلى تونس الجمعة، وتبدأ رحلة العودة السابعة مساء نفس اليوم. وتمت متابعة السفينة، حيث تلقى ميناء الإسكندرية تقريرا كل 6 ساعات من ربان السفينة، للاطمئنان على طاقمها فى رحلة الذهاب والطاقم والركاب فى رحلة العودة. رفع العائدون من ليبيا علم مصر ورددا شعار «تحيا مصر» وسجدوا شاكرين الله على عودتهم سالمين، بعد نجاتهم من الموت المحقق الذى كان شبحه يطاردهم فى ليبيا عقب اشتعال حرب أهلية بين شعب ليبيا و الإرهابيين الإخوان الذين قاموا بالتعدى على المصريني بالأسلحة النارية مما أسفر عن وفاة 14 شابا مصرياً حسب قول شهود العيان من المصريين العائدين من جحيم الحرب،كما قاموا بالاستيلاء على أموالهم وجميع مستحقاتهم المادية التي جمعوها على مدار سنوات . وفى لقاء ل «الوفد» مع العمال المصريين الهاربين من جحيم الحرب فى ليبيا، أكدوا إن ما يحدث فى ليبيا هو مجزرة بين الميليشيات الموالية لجماعة الاخوان والجيش والمواطنين الليبيين، ما تسبب فى وقف جميع الخدمات وضرب مؤسسات الدولة ووقف إنتاج البترول ووقف عجلة العمل مما أدى لإصابة البلد بحالة ركود تام دفع فيها المصريون حياتهم وأموالهم وسنين الغربة فى المجزرة. أكد عبد الحميد احمد عبد الراضى «48 سنة» عامل بناء مقيم بمحافظة سوهاج ان ما يحدث من مجازر فى ليبيا كله سببه جماعة الإخوان التى دفعت الأهالى لحرب أهلية. وأضاف: سافرت إلى ليبيا منذ سنتين بعد ان أخذت تحويشة العمر ودفعتها ثمن التأشيرة إلى ليبيا، ولكن للأسف رجعت وأنا صفر اليدين وكنت من الممكن ان اخسر حياتى لان الإخوان كانوا يريدون ان يستولوا على خط البترول فى ليبيا وكنا نفاجأ بجماعة الإخوان يدخلون علينا السكن ويستولون على اموالنا وملابسنا وكل متعلقاتنا ويهددوننا بالسلاح وعندما وجدنا الحال غير مستقر ولم يوجد امل فى الحياة تسللنا عبر الحدود إلى تونس وهناك تم استقبالنا وساعدونا على العودة إلى مصر. وبكى أسعد احمد «54 سنة» مقيم بمحافظة سوهاج وقال: رجعت إلى اسرتى صفر اليدين واقترضت اموالاً من صديقى لدفع فديتى لجماعة الارهاب فى ليبيا لانهم كانوا يرفضون خروجنا إلا بعد سداد الفدية وقدرها 4 آلاف جنيه، لنا وكانوا يحصلون على كل اموالنا وملابسنا حتى ملابس أطفالى التى كنت اشتريتها لهم اخذوها وأضاف: رأيت زملاء لى يموتون امام عينى لانهم لم يستطيعوا دفع الفدية مين يقول إن ده يحصل مع المصريين هناك ولماذا كل الكراهية دية هو احنا عملنا فيهم ايه «؟». وجلس خلف الله «حماد 53 سنة» مقيم بمحافظة قنا بجوار حقيبته يضع يده على رأسه ويردد نجوت من الموت لكن السجن سوف يلاحقنى. بالله عليكم ماذا افعل إنا كنت مقترض من البنك مبلغ مالى قدره « 8 آلاف جنيه» قيمة التأشيرة للسفر إلى ليبيا، ومنذ 6 أشهر سافرت لأعمل فى إعمال البناء على أمل إن أسدد المبلغ، لكن للأسف ساءت الأحوال هناك وكنت أرفض الرجوع لكن زملائى صمموا على أن أعود معهم خوفا على حياتى ولكنى كنت دائما أفكر عندما أعود كيف سأدبر مبلغ القرض، لذلك أما مهدد بالسجن. وتساءل وليد جابر « 33 سنة» مقيم بمحافظة الفيوم: لماذا ندفع نحن ثمن أخطاء الآخرين؟، لماذا المصريون هم الضحية لقد تمت معاملتنا أسوأ معاملة فى ليبيا وكأننا مش عرب، ده لو واحد إسرائيلى كانوا سوف يخشون منه ويتم معاملته أحسن معاملة ولكن المصريين يهانوا ويتم سحلهم وضربهم والاستيلاء على أموالهم وطردونا من السكن وقالوا لنا خلى السيسى ينفعكم، هما أصلا مالهم ومال السيسى ولماذا ويتم إهانتنا بهذا الصورة المسيئة. وضرب مصطفى عبد الحميد 25 سنة مقيم بمحافظة سوهاج كف على كف، وقال: حسبى الله ونعم الوكيل راحت الجوازة الإرهابيين الليبيين سرقوا فلوس جوازى وتعب 3 سنين غربة وكنت نازل على العيد الكبير لكى أجهز لزفافى واحضر الأثاث وأجهز الشقة ولكننا فوجئنا بدخولهم علينا السكن وهددونا بالأسلحة واستولوا على أموالنا حتى حقيبة أجهزة خطيبتى استولوا عليها، عليه العوض، ومنه العوض فين المسئولين يحضروا لنا مستحقاتنا، هى الغربة ببلاش علشان كل شيء يضيع علينا يا عالم. ويقول رمضان محمود «50 سنة» مقيم بمحافظة كفر الشيخ: سافرت إلى ليبيا منذ 6 شهور ودفعت 8 آلاف جنيه أخذتهم من قوت اولادى ال11، ذهبت إلى هناك لكى أعود لهم بأموال تساعدهم فى تحقيق مستقبلهم خاصة بعد إن ساءت الأحوال فى مصر، ولكنى فوجئت بالأسوأ فعشت أيام الموت هناك رأيت خلالها النيران وأصوات القنابل والنيران بكل مكان وقررت الرجوع وكانت الرحلة صعبة للخروج من ليبيا ورأينا خلالها الموت بأعيننا لكى نهرب من رصاص الجماعات الإرهابية المسلحة التى كانت ترى المصريين وكأنها رأت شياطين وسرق أموالنا وملابسنا ويضيف رجعت إلى مصر ولا يوجد فى جيبى جنيه واحد ويضيف: لولا الأتوبيسات، التى أحضرتها هيئة الميناء لعودتنا إلى أسرتنا لكنت غير قادر على دفع ثمن التذكرة ولا اعرف كيف سوف ادخل على زوجتى وأبنائى وإنا صفر اليدين. أكد اللواء عادل ياسين حماد رئيس هيئة ميناء الاسكندرية أنه تم التنسيق مع كل الجهات المعنية لتسهيل كافة الاجراءات لخروج العائدين بيسر وسلامة وتقديم كافة سبل الراحة لهم، حيث تم عقد عدة اجتماعات برئاسة القوات البحرية بين المختصين من كل من هيئة الميناء والشرطة المدنية والإدارة العامة لأمن الميناء والجمارك والحجر الصحى والجوازات والجهات الامنية الاخرى، لإعداد كافة الترتيبات لاستقبال السفينة كما تم التنسيق مع الشركة القابضة للنقل البرى والبحرى لتجهيز اتوبيسات لنقل العائدين إلى محال اقامتهم دون تحميلهم أى اعباء. كما وفرت هيئة الميناء وجبة لكل فرد وسيارات ركوب وإسعاف لخدمة المواطنين العائدين. وأضاف «حماد» ان وزير النقل وجه تعليماته بسرعة إنهاء إعمال الصيانة اللازمة للسفينة وتجهيزها للإبحار مع اتخاذ جميع إجراءات السلامة البحرية وكلف رئيس قطاع النقل البحرى ورئيس مجلس إدارة هيئة ميناء الإسكندرية بالإشراف على تجهيز السفينة، وبالفعل تم تجهيزها خلال 24 ساعة، وقام المهندس هانى ضاحى وزير النقل بالدفع بالسفينة عايدة التابعة لوزارة النقل المصرية والمخصصة لتدريب طلبة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى لانقاذ المصريين الموجودين على الحدود الليبية التونسية وتحركت السفينة مساء الاثنين، الماضى من ميناء الاسكندرية، وتم تزويدها بالمياه والوقود والاطعمة ومعدات السلامة البحرية، وتوجهت إلى ميناء جرجيس التونسى واستغرقت الرحلة حوالى 4 أيام. واضاف «حماد»: كنت اتلقى تقرير كل 6 ساعات من ربان السفينة للاطمئنان على طاقمها فى رحلة الذهاب والطاقم والركاب فى رحلة العودة إلى ان عادت.