يواصل نحو 53 مليون ناخب تركي اليوم الأحد، الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد للبلاد, خلفا لعبد الله غول، في أول انتخابات يختار فيها الأتراك رئيسهم مباشرة، وليس عن طريق البرلمان. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة لتتواصل عملية الاقتراع حتى الخامسة بالتوقيت المحلي حيث يشارك الناخبون في اختيار الرئيس ال12 للبلاد، ويفترض أن تصدر النتائج مساء اليوم. ويواجه رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان المرشح عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، المرشح المشترك لحزبيْ المعارضة الرئيسييْن أكمل إحسان الدين أوغلو (70 سنة) وهو أستاذ للتاريخ والرئيس السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، والمحامي صلاح الدين دمرطاش (41 عاما) المنتمي إلى الأقلية الكردية ومرشح الحزب الشعبي الديمقراطي. وقد تغير هذه الانتخابات المشهد السياسي في تركيا بشكل واضح، في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، وفوزه بالمرتبة الأولى في ثمانية انتخابات متتالية منذ عام 2002. وأشارت المصادر إلى إن هناك إجراءات أمنية مشددة، وأن السلطات اتخذت قرارات أخرى منها إعلان منع تناول وبيع الخمور حتى منتصف هذه الليلة، ومنع حمل السلاح إلا لرجال الأمن. وأوضحت المصادر أن هذه الانتخابات تميزت بأنها أقل ضجيجا من الانتخابات الماضية لأن التنافس لم يكن شديدا، وأضاف أن استطلاعات الرأي تظهر تقدم أردوغان. وأوضحت المصادر أن الإقبال كبير كالعادة، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة يتوقع أن تكون حوالي 80%. وقالت المصادر إن الأتراك يقبلون على التصويت بكثافة في كل الاستحقاقات الانتخابية، واعتبر أن نسبة 80% تعد قليلة مقارنة بنسبة الانتخابات البلدية السابقة التي تجاوزت 90%، وأرجعت ذلك لثقة الكثرين في فوز أردوغان. كما لفت إلى أن عدد الناخبين في إسطنبول يمثل خمس العدد الإجمالي، وأشار إلى أن هذه المدينة تشكل "المحرار الانتخابي". وفي ديار بكر، إحدى أكبر المدن ذات الأغلبية الكردية، واصل الناخبون الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة. وتبرز أهميتها في أنها مدينة المرشح الكردي دمرطاش، ويبلغ عدد الناخبين فيها 927 ألف ناخب. وأعطى الاستطلاع الأخير الذي نشر نتائجه هذا الأسبوع معهد كوندا الخاص أردوغان 57% من نوايا التصويت، مقابل 34% لأوغلو مرشح حزبيْ الشعب الجمهوري (اشتراكي ديمقراطي) والحركة القومية (يميني قومي) و9% لدمرطاش. ويرى المحافظون الذين يشكلون القاعدة الأساسية لأنصار أردوغان أن صعوده المرجح للرئاسة تتويج لإنجازاته في مسعاه لإعادة تشكيل تركيا. وقال السفير السابق للاتحاد الأوروبي لدى تركيا والباحث الزائر بمؤسسة كارنيغي "مارك بيريني" إنه "مع افتراض أن أردوغان سيفوز فإن ما سنراه هو بداية حقبة جديدة. يُشار إلى أن أردوغان لم يخف طموحه بتغيير الدستور وإقامة سلطة رئاسية تنفيذية، وأوضح أنه حتى ذلك الحين سيمارس كل سلطات المنصب -في حال فوزه- بموجب قوانين تركيا الحالية. وتمنحه هذه القوانين السلطة لعقد اجتماعات الحكومة وتعيين رئيس الوزراء وأعضاء المؤسسات القضائية الكبرى، بما في ذلك المحكمة العليا والمجلس الأعلى للقضاة. وفي هذا السياق، قال مسؤول كبير بالحزب الحاكم "عندما يصبح رجل مثل أردوغان أول رئيس منتخب شعبيا حتى لو ظل الدستور على حاله فإن هذا يعني تحول تركيا لنظام شبه رئاسي". وأضاف أنه "بدءا من الأحد (اليوم) سيكون هناك نظام جديد". وهذا ما أدانه خصمه أوغلو ومراقبون بينهم كاتب افتتاحية صحيفة "ملييت" أحمد أوزير الذي تحدث عن "خطر انحراف استبدادي". لكن رئيس الحكومة الذي قام بحملته تحت شعار "رئيس الشعب" رد بالدعوة إلى "تركيا جديدة" يأمل فيها أنصاره مقابل "تركيا القديمة" التي يريدها منتقدوه من النخبة الثقافية والعلمانية الذين اعتبرهم "أعداء تركيا" ووعد "بمزيد من القسوة" ضدهم.