قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية قتلت فلسطينياً وأصابت سبعة آخرين اليوم الأحد في ثالث يوم من تجدد القتال الذي يعرض للخطر الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في صراع بدأ في غزة منذ أكثر من شهر. ومازالت مواقف الطرفين متفاوتة بشكل كبير. ورفضت إسرائيل إعادة مسؤوليها إلى مفاوضات السلام التي تتوسط فيها مصر في القاهرة ما دام العنف على الحدود بين إسرائيل وغزة مستمراً. وهدد رئيس الوفد الفلسطيني أمس السبت بالانسحاب من المحادثات إذا لم تغير إسرائيل هذا الموقف. وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري إن "فرص نجاح مفاوضات القاهرة ضئيلة جداً في ظل المماطلة الإسرائيلية والاحتلال يرتكب حماقة كبيرة في حال استمراره في هذا السلوك". ومن المرجح أن تناقش حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأزمة خلال جلستها الأسبوعية في وقت لاحق اليوم الأحد. وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي يائيل شتاينز للقناة العاشرة الإسرائيلية أمس السبت "نحن أمام مفترق طرق. وخلال يومين أو ثلاثة سنرى إن كنا سنتجه يساراً نحو التوصل لاتفاق أم يميناً نحو التصعيد". وأدت غارة جوية شنتها إسرائيل قبل فجر اليوم إلى استشهاد رجل وأصابت سبعة ليرتفع عدد قتلى الفلسطينيين إلى 1891 منذ شن الهجوم الإسرائيلي لوقف إطلاق الصواريخ في الثامن من يوليو. وقتلت إسرائيل 14 فلسطينياً في غارات جوية منذ تجدد القتال بعد إنتهاء هدنة استمرت ثلاثة أيام يوم الجمعة. وأطلق الناشطون أكثر من 100 صاروخ على إسرائيل دون أن يسبب ذلك أضراراً أو ضحايا. وقال مسعفون في غزة إن صبياً عمره عشر سنوات وفتاة عمرها 13 عاما كانا ضمن تسعة استشهدوا أمس السبت. وقتل فلسطينيان آخران بعد قصف دراجتهما النارية كما عثر على جثث ثلاثة آخرين تحت أنقاض مسجد من بين ثلاثة مساجد قصفتها إسرائيل. وقال مسعفون بغزة إن فلسطينيين آخرين استشهدا في غارة جوية على سيارة في مدينة رفح بجنوب غزة. وقتلت الهجمات الجوية الإسرائيلية خمسة فلسطينيين يوم الجمعة من بينهم طفل عمره عشر سنوات قرب مسجد في مدينة غزة. وأصاب هجوم بالمورتر إسرائيليين إثنين يوم الجمعة. ولم تحقق مصر التي يدعمها وسطاء أمريكيون وأوروبيون تقدماً ملحوظاً في سبيل تمديد الهدنة التي انتهت يوم الجمعة. ولم يظهر ما يشير إلى إحراز تقدم دبلوماسي في مصر أمس السبت. وقال رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد "نحن سنغادر غداً القاهرة إذا تأكد لنا أنهم لن يعودوا إلا بشروط". وتتوسط مصر في المحادثات لكنها تجتمع مع كل طرف على حدة. وتتمثل النقطة الشائكة في مطلب إسرائيل بالحصول على ضمانات بأن حماس لن تستخدم أي إمدادات يتم ارسالها إلى غزة لاعادة البناء في حفر المزيد من الانفاق التي يستخدمها مقاتلون فلسطينيون للتسلل إلى إسرائيل. وتقاوم إسرائيل تخفيف الحصار على غزة وتشتبه في أن حماس قد تعيد تزويد نفسها بأسلحة من الخارج. وقالت إسرائيل قبل انتهاء الهدنة يوم الجمعة إنها مستعدة للموافقة على تمديد الهدنة. ولم توافق حماس. وقال أبو زهري إن إسرائيل رفضت معظم المطالب الفلسطينية. وأضاف أن الفلسطينيين يريدون موافقة إسرائيل من حيث المبدأ على رفع الحصار عن غزة والافراج عن أسرى والسماح بفتح ميناء بحري. وقال أبو زهري "لا عودة إلى الوراء والمقاومة ستستمر... لا تنازل عن أي من مطالبنا".