انقضى حوالى ثلاثين يوماً -عند كتابة هذا المقال- على العدوان الهمجي الصهيونى المستمر علي غزة! وقد دمر المجرمون مئات المدارس والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء والمنازل وسيارات الإسعاف بغزة... إلخ، كما تعمد الصهاينة بقيادة «نتنياهو» قتل المدنيين، وخاصة من النساء والأطفال وكبار السن، خاصة من تحصنوا فى مبانى «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة!! وذلك دون أي التزام بأحكام القانون الدولى العام الإنسانى التي تحرم هذا النوع من «الجرائم ضد الإنسانية»، وتصمها بأنها جرائم «إبادة» ضد الشعب الفلسطينى في غزة، وقد انحاز أوباما مع عدد غيره من حكام الدول الأوروبية الغربية، إلي الصهاينة المجرمين المعتدين، بحجة أن حماس أطلقت عدداً من الصواريخ علي إسرائيل، وأنها قتلت عدداً لا يتجاوز أصابع اليدين من المستوطين الصهاينة، مع الزعم بأن من حق إسرائيل الدفاع الشرعى عن نفسها!! وهذه مزاعم لا سند لها في الواقع لأن مجرمى الحرب الصهاينة قد قتلوا حتي الآن حوالى 1800 قتيل وجرحوا ما لا يقل عن 9500 جريح ونصف مليون مشرد وقد أعلنت مصر مبادرة تقوم علي الوقف الفورى لإطلاق النار، وفرض هدنة مؤقتة بين الطرفين الصهيوني والفلسطيني دون شروط ثم التفاوض علي تسوية سلمية للموقف!! وقد قبلت إسرائيل الالتزام بهذه الهدنة بينما للأسف رفضت حماس قبولها! ورغم تشكيل لجنة من مختلف الفصائل الفلسطينية للتوجه إلي القاهرة للتفاوض علي وقف العدوان الهمجي، فإن حماس لم توفد من يمثلها معلقة استمرارها في الجهاد وضرب إسرائيل بصواريخ «جراد» وغيرها التي لم تنجح في قتل أو إصابة إلا عدداً محدوداً من الصهانية!! بسبب وجود القبة الحديدية التي تحمي أرض إسرائيل!! وأصرت حماس علي استمرار إطلاق النار حتي يتم قبول إسرائيل إزالة الحصار علي غزة والإفراج عن باقي الأسرى الذين تعهدت بتحريرهم إسرائيل مقابل الإفراج عن الجندى «شاليط» مع حتمية فتح جميع المعابر إلي غزة، والالتزام بامتداد المياه الإقليمية بما يتيح الصيد للغزاويين بالبحر الأبيض... إلخ. ولم تقبل هذه الشروط الحكومة الصهيونية التي اشترطت بدورها إتمام تفجير الأنفاق بين غزة وإسرائيل قبل النظر في وقف إطلاق النار، وقد أيدت معظم دول العالم المبادرة المصرية كحل عاجل للمذبحة ولكن استمرت كل من قطر وتركيا في تحريض حماس علي عدم الالتزام بالمبادرة المصرية!! ويتعين لمواجهة الأزمة أن تدعو مصر مجلس جامعة الدول العربية لدراسة الموقف وبحث كيفية وقف العدوان الصهيوني علي المدنيين الفلسطينيين في غزة، كما يجب أن يصدر عن هذه الجامعة قرار بالوقف الفورى لإطلاق النار من الطرفين وأن يقرر مجلس الجامعة العربية إنذاراً لأوباما الصهيوني الإرهابى الأمريكى بضرورة تأييد المبادرة المصرية مع الضغط علي إسرائيل للتوقف عن عدوانها الهمجي، كما يجب علي مجلس الجامعة العربية أن يقرر إلزام حماس بقبول هذه المبادرة دون شروط، مع اللجوء في ذات الوقت إلي مجلس الأمن للتوصل إلي قرار منه بإدانة العدوان الهمجي الصهيوني، وذلك باعتباره «حرب إبادة» ضد الشعب الفلسطيني وجريمة كبرى ضد الإنسانية، مع إدانة هذا العدوان الذي دمر «البنية التحتية» لقطاع غزة مع تحريك المسئولين الدولية ضد نتانياهو وحكومته الصهيونية وذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية علي أساس اعتبار هذا العدوان جريمة إبادة ضد الإنسانية مما يحتم محاكمة العصابة الصهيونية الحاكمة في إسرائيل باعتبارهم مجرمي حرب، ويتعين علي المشير السيسي رئيس الجمهورية أن يدعو مجلس الأمن القومي المصرى للاجتماع فوراً لبحث الموقف واتخاذ القرارات الضرورية اللازمة لمواجهة الإرهاب الداخلى، وكذلك الإرهاب الصهيوني الهمجى علي غزة، والتهديد الإرهابى من الميليشيات الفوضوية في ليبيا مع الحذر الشديد من التورط العسكرى المباشر باستخدام القوة في مواجهة التهديدات الإرهابية الخارجية للأمن القومي المصرى مع دعوة الدول العربية إلي الإسراع بتقديم المساعدات والمعونات الإنسانية للفلسطينيين في غزة. رئيس مجلس الدولة الأسبق