تواصل السلطات المصرية إرسال رحلات الجسر الجوي لمواجهة أزمة المصريين الفارين من الأراضي الليبية الى تونس، مع تزايد أعدادهم بصورة كبيرة عبر المنفذ الحدودي رأس جدير. استقبل اليوم الثلاثاء مطار القاهرة الجوي رحلة مصر للطيران رقم 3023 من طراز الإيرباص 340 وعلى متنها 260 مصريًا قادمة من مطار جربا التونسي ليصل عدد العائدين إلي القاهرة 3091 راكبا . ويتابع مركز عمليات وزارة الطيران المدني ومركز العمليات المتكامل لشركة مصر للطيران على مدار الساعة خطة الإجلاء ويقوم بإجراء التعديلات اللحظية على تشغيل الرحلات حسب معطيات الأمور على الأرض بمطار جربا التونسي و في ضوء التصاريح الممنوحة للطائرات المصرية . وكانت طائرات الجسر الجوي التابعة لشركة مصر للطيران ، قد أقلعت من مطار القاهرة علي فترات متتابعة، بناء علي تنسيق بين وزارتي الخارجية والطيران المدني مع السلطات التونسية ، وذلك لسرعة عودة المصريين الذين وصلوا إلى الحدود التونسية الليبية هربا من القتال الدائر في ليبيا . أكد الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني على التنسيق الدائم مع وزير الخارجية الذي حرص علي التواجد أمس في تونس للعمل على حل العقبات التي تعيق تدفق المواطنين المصريين خلال المعبر الحدودي للأراضي التونسية والوصول إلى الطائرات الرابضة على أرض مطار جربا. كما أوضح أن هناك اتصالا دائما مع سلطات مطار جربا التونسي للحصول على أكبر عدد من تصاريح الهبوط للطائرات المصرية وذلك لسرعة تنفيذ عملية إخلاء المصريين من هناك في ضوء الإمكانات المتاحة بالمطار. وأشار إلي أن عدد المصريين الذين تم نقلهم حتى الآن من مطار “جربا” التونسي وصل إلى 3091 شخصا . من ناحية أخري تم زيادة عدد أفراد الطاقم القنصلي المصري المتواجد على الجانب التونسي من الحدود عبر منفذ رأس جدير للاطمئنان على أوضاع المصريين الموجودين والتنسيق مع السلطات التونسية لسرعة إنهاء إجراءات عودتهم إلى مصر والاطمئنان علي انتظام الحركة ونقل المواطنين من المنفذ إلي مطار جربا . كما تمت موافاة السلطات التونسية بقائمة تضم بيانات الطائرات التي سيتم إرسالها تباعًا إلى مطار جربا لتسهيل سفر المصريين الراغبين في العودة إلي مصر حتى يتسنى الحصول على التصاريح اللازمة لها . أثني العائدون من جحيم الاشتباكات الدامية داخل الأراض الليبية ، علي الدور الكبير الذي تقوم به السلطات المصرية والتعاون الواضح بين الأجهزة المختلفة في الدولة للحفاظ علي أرواحهم من جحيم الاشتباكات الدامية التي تشهدها ليبيا . كما طالبوا بتكثيف الرحلات الجوية لإجلاء المصريين العالقين علي المنطقة الحدودية رأس جدير ، وذلك بعد قيام المليشيات الليبية المسلحة بالأعتداء عليهم بطريقة عشوائية لأجبارهم علي أقتحام الحدود التونسية ، مما تسبب في أحداث أصابات كثيرة بين المصريين النازحين الأمر الذي يهدد حياتهم . رصدت الوفد معانات المصريين العائدين من جحيم الاشتباكات الدائرة داخل ليبيا ، وتشابهت روايات المصريين العائدين من ليبيا حول إهانتهم من قبل المليشيات الليبية المسلحة هناك وتعامل السلطات التونسية معهم بطريقة إنسانية . من جانبه صرح هاشم الحسيني من محافظة سوهاج اعمل فى طرابلس منذ سنوات ، تعرضنا لحالات سرقة ونهب داخل الاراضي الليبية ، وعيشنا أسوأ أيام على الحدود الليبية التونسية ، والمصريون هناك يعانون أشد المعاناة . وقال أن السلطات الليبية عاملتهم بشكل سيئ وهناك محاولات منهم لأجبار المصريين علي اختراق الحدود التونسية لأشعال الأزمة وتعريض حياتهم للخطر ، وطالب بضرورة إرسال العديد من الطائرات لنقل العالقين هناك، مؤكدا أن أعداد المصريين الفارين من ليبيا في تزايد مستمر على الحدود الليبية التونسية يريدون العودة . وأوضح الحسيني عثمان عامل من محافظة أسيوط ، أنهم تعرضوا للضرب من المليشيات الليبية التى كانت تهاجمهم بمساكنهم وتسلبهم كل ما يملكون ، لافتا إلى أنهم عادوا للقاهرة بدون أموالهم أو حقائبهم التى استولت عليها المليشيات. وطالب عثمان أعطاء كبار السن والأسر الأولوية في مغادرة الحدود التونسية الليبية بسبب الطبيعة القاسية وسوء المعاملة الذي يتعرضون اليها . وقال خالد أبوضيف من محافظة المنيا يعمل بالعاصمة الليبية طرابلس ، إنهم تعرضوا لمعاملة سيئة داخل ليبيا بعد أشتعال المصادمات بين الفصائل الليبية بطرابلس وبنى غازى ، مما دفعنا لمغادرة أماكن أقامتنا وفشلنا في فى العودة لمصر عن طريق الحدود المصرية الليبية فتوجهنا إلى الحدود التونسية لأنها أكثر أمانا ، وقمنا بدفع كل ما نملك من أموال من أجل الخروج إلى تونس . وأكد على وجود آلاف من المصريين العالقين فى منفذ رأس جدير الليبى لا يستطيعون دخول تونس ، بخلاف عشرات الآلاف الآخرين الذين لم يستطيعوا الخروج من ليبيا . واوضح أحمد أبو الغيط من محافظة الفيوم وأحد العائدين في بني غازي ، شاهدنا الموت أكثر من مرة حتي وصلنا إلي الحدود التونسية ، وتعرضنا لأسوء المعاملة من جانب السلطات الليبية علي المنطقة الحدودية وتم الأعتداء علينا وهناك أشخاص أصيبوا أصابات خطيرة من شدة الاعتداءات ، ثم دخلنا الحدود التونسية بعد تنسيق السلطات المصرية وتم نقلنا عن طريق أتوبيسات إلى مطار جربا ومنه إلى مطار القاهرة . واشار أبو الغيط إلى أن عدد المصريين المنتظرين فى المنطقة الحدودية التونسية وصل حتى الآن لأكثر من 10 آلاف ، موضحا أن المعونات التي أرسلتها السلطات المصرية من مواد غذائية ومياه امس الأول أنقذت حياة العالقين علي الحدود ونأمل في تكثيف الرحلات الجوية والتنسيق مع السلطات التونسية لإجلاء المصريين وأنقاذ حياتهم .