النزلات المعوية من أشهر الأمراض التي تصيب الأطفال في مصر وكذلك معظم المناطق الحارة، وتنتشر في جميع أنحاء العالم، ولكنها تكثر في الدول الفقيرة نسبياً لقلة الوعي الصحي ومستوي النظافة في البيئة المحيطة، وتنتشر النزلات المعوية في معظم أوقات السنة ولكنها تشتد في الفصول الحارة، أي في الصيف. يقول الدكتور عماد الشاذلي، استشاري طب الأطفال بطب القاهرة: تعرف النزلات المعوية بمجموعة من الأعراض وهي الإسهال المائي أكثر من أربع مرات في اليوم والقيء المستمر وارتفاع درجة الحرارة، ويمكن حدوث عرض واحد منها أو كلها مما ينتج عنه فقدان الجسم للسوائل والأملاح أهمها عنصرا الصوديوم والبوتاسيوم اللذان يلعبان دوراً مهماً لعمل خلايا الجسم، وهناك عدة أسباب للنزلات المعوية عند الأطفال، وأكثر الأسباب ميكروبية، وتنقسم حسب أهميتها إلي الفيروسات وأشهرها فيروس الروتا الذي يسبب حوالي 50٪ من الأسباب، حيث يصيب معظم الأطفال حوالي مرتين أو أكثر في خلال السنتين الأولي من العمر وتتراوح شدتها حسب الفصيلة، حيث إن فيروس «A» ينتشر في جميع أنحاء العالم وأخطرها الفصيلة الأولي ولا يوجد للروتا أي مضاد وله تطعيم يعطي في خلال الأشهر الثمانية الأولي من العمر، ولكنه غير إجباري في جدول وزارة الصحة، ويأتي في الأهمية باقي الفيروسات مثل الأدينو في الأهمية الثانية البكتيريا وهي قائمة كبيرة من البكتيريا المعوية مثل «آي كولاي» والشيجلة والسالمونيلا وغيرها من البكتيريا العنقودية والسبحية والكوليرا والطفيليات وأهمها شيوعاً الأنتاميبياهيستولويكتا والجيارديا لامبليا، كما توجد أسباب للنزلة المعوية ويكون الميكروب المسبب خارج القناة الهضمية مثل مضاعفات الالتهاب الرئوي والالتهابات الكلية والتهابات السائل الشوكي ولكنها قليلة وربما نادرة، وللوقوف علي العلاج يجب تحديد الأسباب أولاً وعمل بعض الفحوصات لتقييم الحالة ودرجة مرحلة الجفاف إن وجد، وتتمثل الفحوصات اللازمة في صورة دم كامل لمعرفة إذا كان المسبب بكتيريا أو فيروساً، وتحليل براز لبيان الطفيليات، ومزرعة للبراز لتحديد نوع البكتيريا المسببة لذلك وتحديد نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في الدم، وذلك لإعطاء المحاليل المناسبة والتعويض إذا كان هناك خلل في نسبتها. ويري الدكتور عماد الشاذلي أن الوقاية من النزلات المعوية تتم من خلال النظافة العامة وهي شيء مهم جداً حتي لا ينتقل الميكروب المسبب للجهاز الهضمي للجسم عن طريق الفم، وتشمل النظافة العامة ونظافة الأيدي للطفل وذلك بغسلها بالماء والصابون قبل كل وجبة، ونظافة الوعاء الذي يشمل الغداء وحفظ الطعام في الثلاجة إذا تبقي منه شيء ومحاربة الحشرات، خاصة الذباب وإعطاء التطعيمات اللازمة في وقتها المحدد، والابتعاد عن الوجبات والمشروبات الجاهزة من الباعة الجائلين وغير معروفي المصدر وتاريخ الصلاحية، وبالنسبة للأطفال الرضع يجب الاعتماد علي الرضاعة الطبيعية بقدر الإمكان وذلك لإعطاء المناعة المناسبة للطفل الرضيع. وينبه الدكتور عماد الشاذلي إلي أن العلاج وتعويض الجفاف أو حفظ سوائل الجسم يكون عن طريق إعطاء محلول معالجة الجفاف، خاصة إذا كان هناك قيء مستمر لحفظ توازن السوائل والأملاح ومخفضات الحرارة عند اللزوم، ولا يجب إعطاء مضاد حيوي بأي صورة، إذا كانت الفيروسات هي سبب النزلة المعوية وإعطاء مضاد للطفيليات إذا كان السبب طفيل الأنتاميبيا أو الجيارديا وإعطاء مطهر للقناة الهضمية فقط إذا كان السبب بكتيرياً ويعطي حسب مزرعة البراز ولا يجب إعطاء أدوية مسكنة للميكروب للخروج من الجسم ولا يجب إهمال الغذاء المناسب أثناء النزلة المعوية بخلاف السوائل مثل عصير الرمان وعصير التفاح وعصير الجوافة، بالإضافة إلي الوجبات النشوية المسلوقة مثل الأرز المسلوق والبطاطس المسلوقة ومسحوق الحمص إن وجد.
