استقبل أهالى الدقهلية عيد الفطر المبارك بأزمة متزايدة في انقطاع مياه الشرب بمعظم قري ومراكز المحافظة ولم تترك تلك الأزمة وامتد آثارها حتى مدينة المنصورة عاصمة الإقليم حيث انقطعت المياه في مناطق عدة مثل «الدراسات وعزبة الشال وعزبة عقل والسلام والمجزر» ولمدة تتراوح بين 3 و6 ساعات يوميا، ولا تصل بالكاد في باقي الأماكن بسبب ضعفها، لتحمل لغزاً جديداً لأزمات اجتاحت المحافظة ولا نجد لها مبرراً أو سببا كما ادعي البعض أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر سلبا على محطات مياه الشرب رغم ان المنصورة منذ بداية هذا الأسبوع لم تر انقطاع للكهرباء مثل الأسابيع السابقة. ففي مركز ومدينة محلة الدمنة اشتكي الأهالي من انقطاع مياه الشرب منذ ثلاثة أيام، الأمر الذى أدى إلى استياء الأهالي من تلك الازمة، ونددوا بتجاهل المسئولين لصرخات الأهالى، خاصة بعد إرسال عدد من الشكاوى لهم ولكن دون جدوى. وقالت عواطف أبو الخير، أحد سكان محلة دمنة: «المياه مقطوعة منذ أكثر من ثلاثة أيام وبشكل مستمر يصل إلي 6 ساعات متواصلة، ولدينا مواشي وطيور تحتاج للشرب، واحتياجاتنا لمياه الشرب والوضوء للصلاة واستخداماتنا الشخصية ولدينا أطفال لا يقوون على تلك الأزمة فى ظل الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة، ونضطر إلى اللجوء لمياه الترع والبحر، فهل نتحمل نحن البسطاء تلك الأزمات؟ وفي قري «ميت عاصم، والبياع، وأبو الروس، وعزبة التوفيق» التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية فانقطاع المياه المستمر لأكثر من 58 ساعة يومياً وتكاد تنعدم في كثير من القرى، وهذا ما جعل المواطن الدقهلاوي يخرج عن صمته ويطالب بحقه في أن يحيا حياة آدمية. فقد أدت تلك الأزمات إلى خروج الأهالي فى تظاهرات واعتصامات منذ ثلاثة شهور والتجمهر أمام ديوان عام محافظة الدقهلية تارة وبقطع الطريق تارة أخري بعد أن تعدد شكاواهم للمسئولين ولم يتحرك أحد، وأكد المواطنون صبرهم على تلك الأزمات والتمسك بالرئيس السيسى ولكن الأمر زاد عن الحد». حيث أكد الأهالي أنهم يدفعون بانتظام فواتير ورسوم المياه وتساءلوا أين هى المياه والتى لا تأتى الا فى أيام قليلة وساعات معدودة وفى كثير من الأحيان لا تصلح للشرب أو للاغتسال بها، مضيفين أن أطفالهم لا يتحملون العطش ولم يجدوا أمامهم حلاً آخر وبديلاً سوى مياه الترع للشرب منها. وأكد الأهالي أنهم حاولوا التواصل مع المحافظ أكثر من مرة أمام ديوان عام محافظة الدقهلية وباءت محاولاتهم بالفشل، ورفض مقابلاتنا، وكل ما فعله أنه قام بإرسال سيارة مياه واحدة إلى 4 قرى مؤكدين أنها لا تصلح للشرب ولا تكفى لاحتياجاتهم.. «وفي قرية أبو الشوارب» الشهيرة «التابعة لمركز المنصورة» فالطلمبات الحبشية» كانت حلاً للأهالي رغم مخالفتها للقانون، بعدما أغمض المسئولون أعينهم وصموا آذانهم وتقاعسوا عن حل مشكلة انقطاع المياه عنهم لما يقرب من 3 سنوات، وتستمر الأزمة دون أي استجابة من المسئولين لتستمر معاناة أهالي قرية كفر أبو شوارب مع انقطاع مياه الشرب في بلد النيل لمدة عامين، حيث فشل القائمون على الأمر في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وغاب عنهم أن هؤلاء بشر لهم حقوق وأبسطها الحياة الكريمة متمثلة في قطرة المياه التي يعيش عليها الإنسان. وتستمر مشاهد الجراكن المحمولة على الرؤوس والانتقال بها لقرى مجاورة بحثا عن المياه في رحلة شاقة تستمر لساعات يوميا، بالإضافة إلى استخدام عربات الكارو والتوك توك كوسيلتين لعملية نقل الجراكن للقرية، بما يمثله من عبء مادي إضافي على الأهالي، مضيفين أن المياه عندما تصل إلى المنازل فإنها تأتى كمياه صرف لا يستطيعون تحمل رائحتها وأن معظم أطفال القرية احتجزوا فى المستشفيات مصابين بحمى «التيفود» بسبب تلوث المياه، علاوة على دفعهم يومياً أكثر من 20 جنيهاً «للتوك توك» حتى يصل بنا إلى « قرية التسعين» لملء جراكن المياه وغالبا من نذهب لنجد انقطاع المياه بها لنمر برحلة بحث جديدة لنروي ظمأ أطفالنا. وفي قري مركز بلقاس وبالتحديد فى «قرية زيان» التي تبعد عن مصيف جمصة 4 كيلو فقط فالصورة لا تختلف كثيراً حيث يؤكد الشيخ راغب إمام مسجد القرية أن انقطاع المياه مستمر منذ بداية موسم الصيف، ولا نعرف السبب فالمياه لا تصل إلى منازل القرية، وأكثر من 20 ألف نسمة يعانون من انقطاع المياه بشكل دائم، كما أن المياه التي تصل الي مدخل القرية ضعفت هي الأخرى مع نهاية شهر رمضان لتصبح أزمة مياه الشرب ورحلة البحث عنها لغزاً يؤرق المواطنين الغلابة من سكان قريتنا البسطاء، تحملنا انقطاع الكهرباء ولكن لا نستطيع تحمل العطش لأبنائنا.