قال مسئول فى الأممالمتحدة، إن إسرائيل قتلت اليوم الأربعاء، 19 فلسطينيًا على الأقل كانوا يحتمون فى مدرسة تديرها المنظمة الدولية فى أكبر مخيم للاجئين فى غزة، فى الوقت الذى يعد فيه وسطاء مصريون اقتراحًا معدلاً فى مسعى لوقف القتال المستمر منذ أكثر من 3 أسابيع. وقال خليل الحلبى، مدير عمليات وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فى شمال غزة، إن نحو 3000 فلسطينى كانوا يحتمون بالمدرسة فى مخيم جباليا لدى تعرضها للقصف وقت الفجر تقريبًا. وقال إن 5 قذائف إسرائيلية سقطت على الناس وقتلت كثيرين وهم نيام، موضحًا أن هؤلاء الناس لجئوا إلى المدرسة لأنها حُددت كمأوى تابع للأمم المتحدة. وتابع الجيش الإسرائيلى فى رده المبدئى على مقتل 19 فلسطينيًا فى المدرسة التى تديرها الأممالمتحدة فى غزة أن مسلحين قرب المدرسة أطلقوا قذائف مورتر على القوات الإسرائيلية التى ردت على القصف. وقالت المتحدثة باسم الجيش: "فى وقت سابق من صباح اليوم أطلق متشددون قذائف المورتر على الجنود الإسرائيليين من منطقة مجاورة للمدرسة التابعة لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمخيم اللاجئين فى جباليا، وردًا على ذلك قصف الجنود مصدر النيران، ولا نزال نحقق فى الحادث." وأعلنت أونروا يوم الثلاثاء أنها عثرت على صواريخ مخبأة فى مدرسة أخرى فى ثالث واقعة من نوعها منذ بدء الصراع، وأدان متحدث باسم الوكالة "الجماعة أو الجماعات التى عرضت المدنيين للخطر" باخفاء ذخائر هناك. وصرح الحلبى بأن القصف الإسرائيلى لمدرسة مخيم جباليا أدى إلى إصابة نحو 125 شخصًا من بينهم 5 حالتهم حرجة، وقال مصدر فى أونروا إن الوكالة جمعت شظايا من القصف، وأن الدماء تناثرت على الأرض وعلى الحشايا داخل الفصول وأخذ بعض الناجين يجمعون أشلاء الجثث وسط الحطام لدفنها. وعند أطراف فناء المدرسة سقط على الأرض نحو 20 حمارًا نفقت خلال القصف وهى مقيدة فى سياج. وتعرض مخيم جباليا للقصف الإسرائيلى طوال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ويعد من أكبر مخيمات اللاجئين فى غزة، ويعيش فيه 120 ألفًا زادت أعدادهم مع فرار مزيد من الفلسطينيين من القتال الدائر بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين فى صراع متفجر منذ 23 يومًا. ووصف البريجادير جنرال موتى ألموز العملية بأنها مجرد توسيع بسيط للحملة التى تشنها إسرائيل على النشطاء فى القطاع الذى تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وقالت وزارة الصحة فى غزة إن الدبابات الإسرائيلية قصفت سوق جباليا الرئيسية يوم الأربعاء، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وجرح 40 آخرين. وقتل 7 أفراد من أسرة واحدة فى هجوم إسرائيلى على دير البلح فى وسط القطاع. وأعلنت الوزارة أن العدد الإجمالى للقتلى الفلسطينيين جراء الحرب ارتفع إلى 1270 شخصًا معظمهم مدنيون منذ بداية الهجوم فى الثامن من يوليو تموز بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية من غزة. وبدأ الجيش الإسرائيلى هجومًا بريًا بعد عشرة أيام من بدء غارات القصف فى غزة مستهدفًا شبكة من الأنفاق حفرها النشطاء تحت الحدود واستخدموها فى شن هجمات داخل إسرائيل. وعلى الجانب الإسرائيلى قتل 53 جنديًا و3 مدنيين، ولا يزال تأييد الرأى العام الإسرائيلى قويًا لاستمرار العملية على أمل منع اندلاع مواجهات مستقبلاً، وفى محاولة لرفع معنويات الفلسطينيين والحط من معنويات إسرائيل، أذاع تلفزيون حماس لقطات مصورة ظهر فيها مقاتلون يستخدمون نفقًا للوصول إلى برج مراقبة تابع للجيش، ويظهر المقاتلون وهم يفاجئون حارسًا إسرائيليًا ثم يفتحون النار ويقتحمون مجمع برج المراقبة ليحاصروا جنديًا سقط على الأرض. وقال محمد ضيف زعيم الجناح المسلح لحماس فى تسجيل صوتى أذيع مع الفيديو إن الفلسطينيين سيواصلون المواجهة مع إسرائيل حتى يتم إنهاء الحصار المفروض على غزة. وقال ضيف إن الكيان المحتل لن ينعم بالأمن ما لم يعش الشعب الفلسطينى بحرية وكرامة. وأضاف أنه لن يكون هناك أى وقف لإطلاق النار قبل توقف العدوان الإسرائيلى وإنهاء الحصار، وأن حماس لن تقبل حلولاً مؤقتة. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن 5 صواريخ أطلقت من غزة على إسرائيل يوم الأربعاء، وإنها سقطت فى مناطق مفتوحة دون حدوث أى أضرار. وترفض إسرائيل رفع الحصار عن قطاع غزة فى إطار أى اتفاق للتهدئة إلا إذا تم نزع سلاح حماس. ويجتمع مجلس الوزراء الأمنى برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء لتقييم أحدث المستجدات فى الصراع ودراسة خطواته التالية. كذلك من المتوقع وصول وفد فلسطينى إلى القاهرة لإجراء مباحثات حول اتفاق للهدنة. وقالت مصر يوم الثلاثاء إنها تدخل تعديلات على اقتراح هدنة غير مشروطة كانت قد وافقت عليه إسرائيل ورفضته حماس، وإن الاقتراح الجديد سيقدم للوفد الفلسطينى المتوقع أن يصل إلى القاهرة. وقال مسئول إسرائيلى إن إسرائيل قد ترسل هى أيضًا مبعوثًا إلى القاهرة. وقال المسئول المصرى لرويترز "نسمع أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار لكن حماس لم توافق"، ولم تؤكد حكومة نتنياهو هذه الرواية أو تنفيها. كانت حكومة الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى الضفة الغربية قد أعلنت تأييد وقف لإطلاق النار يتراوح ما بين 24 و72 ساعة، لكن سامى أبو زهرى المتحدث باسم حماس نفى ذلك البيان لكنه أكد وجود اتصالات مكثفة مستمرة بشأن الهدنة. وأظهر استطلاع للرأى أجرته جامعة تل أبيب ونشر يوم الثلاثاء أن 95٪ من الغالبية اليهودية فى إسرائيل تشعر بأن الهجوم له ما يبرره، ولا يرى سوى 4٪ أنه تم استخدام القوة بشكل مفرط. ودعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى هدنة فورية تتيح وصول قوافل المساعدات إلى 1.8 مليون فلسطينى يعقبها مفاوضات بشأن وقف مستمر للأعمال القتالية. وفشلت الجهود التى قام بها وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الأسبوع الماضى فى تحقيق انفراجة، وأدى تفجر أعمال العنف إلى تقويض الآمال الدولية فى أن تتحول هدنة قصيرة خلال عطلة عيد الفطر إلى وقف مستمر لإطلاق النار. وأصدر وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير بيانًا يوم الأربعاء عبر فيه عن "قلقه البالغ من تصعيد القتال فى غزة وحولها"، والذى تعرضت خلاله منشآت مدنية للبنية التحتية ومنشآت تابعة للأمم المتحدة للنيران. وقال "يجب بذل كل ما يمكن لمنع سقوط ضحايا مدنيين واحترام القانون الإنسانى. أحث الجانبين على وقف فورى لإطلاق النار واستئناف المفاوضات بشأن وقف لإطلاق النار طويل الأمد على أساس المقترحات المصرية."