كشفت دراسة قام بها فريق بحثى من جامعتى ميامى، وسانت لويس أن الحيوانات الأليفة قادرة على إشباع الإنسان بالحب والوفاء، والاحتياجات النفسية الأخرى، مثلما يفعل الأصدقاء والعائلة تماماً، مشيرةً إلى أن الاعتماد على الحيوانات الأليفة كأصدقاء وحيدين يحقق حاجات الفرد الاجتماعية. وأكدت الدراسة التى نشرت نتائجها فى مجلة (تايم) الأمريكية أن رعاية الحيوانات الأليفة يساعد المرضى، وكبار السن، فى التغلب على الشعور بالوحدة، بالإضافة إلى تحسين الصحة النفسية. وأوضحت المجلة أن الفرضية الأساسية التي قامت عليها الدراسة هي: هل الحيوانات الأليفة تعزز الصحة النفسية لدى الأشخاص الذين لا يشعرون بالوحدة؟ وعلى هذا الأساس أجرى الفريق البحثى بقيادة ألن ماكونيل، من جامعة ميامى، ثلاث دراسات منفصلة ومتصلة في نفس الوقت، ونُشرت فى مطلع هذا الشهر. وفى الدراسة الأولى، سأل الباحثون مجموعة من أصحاب الحيوانات الأليفة، ومجموعة أخرى لا تمتلك حيوانات أليفة. وقد وجدت الدراسة أن أصحاب الحيوانات الأليفة أقل وحدةً، ولديهم ثقة وتقدير للذات بدرجة أفضل. أما في الدراسة الثانية، فقد استجوب الباحثون أصحاب الكلاب، تحديداً، ووجدوا أن الكلاب تساعد أصحابها على تلبية احتياجاتهم الاجتماعية، مما يساعدهم على الشعور بحياة أفضل، كما وجدوا، أيضاً، أن وفاء الحيوانات الأليفة مفيد جداً بغض النظر عن التأييد والدعم الذى يحصلون عليه من أصدقائهم؛ وفى السياق ذاته، أضافت الدراسة أن الأهل والأصدقاء ليسوا بديلاً عن الحيوانات الأليفة، مشيرةً أن الحيوانات الأليفة نعمة بغض النظر عن الصداقة البشرية. وأما الدراسة الثالثة؛ فقد سأل فيها الفريق البحثى مجموعة من طلية الجامعات للتفكير فى الوقت الذى شعروا بالقبول أو الاستبعاد الاجتماعى، ثم طُلب منهم بعد ذلك كتابة فقرة إما عن صديق وإما عن حيوان أليف؛ وتبين بعد ذلك أنه سواء من كتب عن أحد أصدقائه أو عن حيوان أليف، فقد تحسنت حالته، واسترد إحساسه بقيمة الذات، والسعادة بعد التفكير فى الرفض والانعزال. وختاماً، فإن هذا البحث يظهر أن الناس من الممكن أن تستمد السعادة من مجرد امتلاكهم للحيوانات الأليفة، حتى فى وجود عائلتهم وأصدقائهم، وذلك لأن الحيوانات الأليفة أيضاً تشعرنا بالحب مثل الأصدقاء والعائلة.