يقف الفنان خالد زكى فى منطقة وسط بين نجوم السينما ونجوم الدراما التليفزيونية ليؤكد انه فنان مخضرم قادر علي التنوع واستحداث اساليب جديدة في الأداء التمثيلى وهو ما يتجلي في أدواره الجادة التي قدمها علي مدار اربعين عاماً ثقلته بخبرة يمكن ان نلاحظ مردودها من خلال تجسيده لشخصية وزير الداخلية في مسلسل «صاحب السعادة» وهي الشخصية التي دفعته لغزو مناطق أداء جديدة ليقدم مزيجاً من حزم تفرضه طبيعة الشخصية مختلطاً بكوميديا راقية .. وهو ما نناقشه مع خالد زكي وزير داخلية رمضان في هذا الحوار.. حصلت في هذا الموسم علي منصب وزير داخلية الدراما الرمضانية من خلال مسلسل «صاحب السعادة»؟ - أعتقد ان شخصية وزير الداخلية تحمل ملامح درامية ثرية للغاية لأنها كتبت بعناية شديدة بالاضافة لما تحمله من شكل جديد ومختلف في الأداء الذي يجمع بين الهيبة والحزم والقوة والحسم وفي نفس الوقت تغلف هذه الجدية رداء كوميدياً يعتمد علي المواقف التي تنتج عنها حوارات مبتكرة وجديدة وأنا أري أن العمل جيد ومنتقي وأهم أدوات الفنان في رحلته هو الانتقاء فالفنان يجب أن يحاول الانتقاء من بين الأعمال قدر المستطاع حتي يحافظ علي تاريخه وعلاقته بالجمهور فالمرآة الحقيقية للفنان هي الجمهور والنقاد وأتمني أن أكون عند حسن ظنهم. قدمت من قبل شخصيات مثل شخصية رئيس الجمهورية.. فهل تقدم الشخصية هذه المرة من منطقة أداء جديدة؟ - في «طباخ الرئيس» قدمت الشخصية بجدية لم تتخللها كوميديا ولكني هنا ومن خلال هذه الشخصية أقدم تناولاً جديداً للشخصية القيادية يبتعد في جديته عن شخصية رئيس الجمهورية التي قدمتها كنت قلقا في البداية لهذا اتفقت مع المخرج رامي امام ان نبتعد عن شخصية الرئيس ووفقنا الله وخرجت الشخصية بهذا الشكل الجديد. هل تعتبر تقديمك للكوميديا في هذا الدور بمثابة تغيير جلد؟ - بالطبع أشعر بأهمية الشخصية التي أقدمها لان نقطة الصعوبة في الشخصية تتمثل في الجمع بين هيبة الشخصية والكوميديا التي تنبع منها والتي تحتاج لمواقف درامية لتولد الكوميديا وهي ما وفره سيناريو العمل فشخصية وزير الداخلية هنا هي النقيض لشخصية عادل امام في الأحداث فهو يحاول ان يمنح من حوله سعادة مطلقة دون الالتزام بأي قواعد علي العكس من الوزير الذي يعيش ومن حوله حياة جادة جداً. كثيراً ما تسمح الكوميديا بمساحة من الارتجال للممثل فهل قمت بهذا؟ - لم يكن هناك مساحة للارتجال التزمت بالنص مع رامي امام، رغم انه لم تكن هناك مساحة لجلسات تحضيرية لانني التحقت بالتصوير بعد اعتذار محمود ياسين عن الدور لكني تفاهمت مع المخرج والمؤلف في جلسة تحضيرية واحدة جمعنا فيها كل الخطوط واتفقنا علي كافة التفاصيل وبدأنا التصوير ولأن السيناريو جيد ومحكم لم نقم بأي تعديلات عليه. وما القواعد التي اتفقت عليها مع المخرج قبل بداية التصوير؟ - اتفقت مع رامي إمام ويوسف معاطي علي أن نبتعد عن النمط التقليدي فالنص جيد والدور مغزول بجمال وعناية، والحوار الكوميدي بدون افتعال يضيف اليه وهو ما ساعد عليه السيناريو والشىء الآخر أن رامي إمام كان مهتماً بمساعدتي في الحفاظ علي تفاصيل وتركيبة الشخصية وملاحظة درجات الانفعال وأنا أحييه علي جهده لاننا كونا فريق عمل جيداً ومتجانساً في المسلسل بشكل عام. وكيف تري نسبة التجانس بين فريق عمل مسلسل «صاحب السعادة»؟ - العمل مكتوب بشكل جيد وهناك تفاهم بين المخرج والمؤلف وشرف لأي ممثل ان يعمل مع عادل امام النجم الذي اراه عالمياً وقد سعدت للعمل معه للمرة الثانية بعد فيلم السفارة في العمارة كما سعدت بلقائي الثالث مع المؤلف يوسف معاطي بعد السفارة في العمارة وطباخ الرئيس كما سعدت بالعمل مع رامي إمام لانه مخرج رائع ومتميز جداً وراق علي المستوي الفني والانساني وتحية لبراعة رؤوف عبد العزيز مدير الاضاءة وكل طاقم المسلسل وهناك تحية واجبة للمنتج تامر مرسي الذي وفر كل الامكانيات اللازمة للعمل. هناك شائعات انتشرت في الآونة الأخيرة تشير الي خلافات بينك وبين عادل إمام؟ - توجد خلافات داخل العمل بيني وبين عادل امام او بينه وبين اي شخص اخر فهناك حب شديد من الزعيم لي ولجميع العاملين في المسلسل ولا توجد ديكتاتورية لأنه ببساطة شخص يشيع جو من الحب والمرح، وهذا الكلام علي عكس الواقع ومن ضمن النقاط التي منحتني الشعور بالثقة والرضا عما أقدمه تشجيع الفنان عادل امام الدائم لي. يري البعض أن مسلسل «صاحب السعادة» يشير إلي وزير داخلية سابق بعينه فما رأيك؟ - لا يوجد وزير داخلية بعينه فالشخصية قدمت درامياً وتناولت وزير داخلية في المطلق دون الإشارة لشخصٍ بعينه، ولا يوجد اى اسقاط علي اي وزير داخلية سابق. ولكنك تتعرض لانتقادات تتهمك بإهانة الشرطة والسخرية من شخص وزير الداخلية؟ - لم اقرأ انتقادات حول العمل او أدائي لشخصية وزير الداخلية، ولا أعتقد ان العمل يقدم صورة إيجابية للشخصية التي لا نقصد بها وزير داخلية بعينه، فهذه شخصية درامية من وحي الخيال لها «كراكتر» معين لم ينقص من هيبة واحترام وزير الداخلية شيئاً رغم الكوميديا التي نشاهدها فالعمل يرصد ما يحمله الوزير من أثقال ومصاعب مع انشغاله بتحقيق الأمن للمواطنين وأتعجب من اتهام العمل بالسخرية من شخصية وزير الداخلية لأن الشخصية تحمل الكثير من الايجابيات التي حاول السيناريو اظهارها واذا كانت المواقف التي يتعرض لها تنبع منها الكوميديا فالكوميديا هنا طبيعية يتعرض لها كما يتعرض لها أي شخص، ولم يحاول ان يتخلي عن وقاره في العمل لتحقيق المزيد من الضحك فالكوميديا نابعة من الموقف ولم تتحول لكوميديا «فارس» في اي مرحلة من مراحل العمل وهو ما حافظ علي هيبة الوزير الذي يقدم صورة جادة لرجل عسكري احال زوجته لديوان الوزارة لارتكابها خطأً بسيطاً كما لم يتوسط لابنه الذي سينقل من عمله في الحلقات القادمة وهذا يدل علي اننا نقدم شخصية منضبطة. ما ردود الافعال التي تلقيتها بخصوص الدور والمسلسل؟ - المسلسل حقق نجاحاً كبيراً ونسبة مشاهدة مرتفعة وردود الافعال علي الدور الذي اقدمه إيجابية للغاية والشخصية تعلق بها الكثير من الناس. وما رأيك في رؤية دراما رمضان 2014 لدور الداخلية الان وفي الماضي؟ - ما زلت اصور المشاهد الاخيرة من المسلسل فلم أتابع الكثير من الأعمال ولكني اري ان علينا أن ننصف الداخلية في الأعمال الفنية بشدة لأنها تعرضت للكثير من الظلم في السابق وهذا لا يعني ان ننافقها ولكن علينا أن نشير للإيجابيات إلي جانب السلبيات التي تقدم، فرجال الشرطة هم أبناء هذا الوطن وهم إخواننا وأبناؤنا وآباؤنا وأنا أري واقع الداخلية الان مشرق لأنها استردت عافيتها واختلف اداؤها تماماً فهناك تطور عظيم جداً في الوضع الأمني وأري الجهد الخرافي الذي يبذل ليل نهار من قبل الداخلية والقوات المسلحة لاستعادة الأمن.