أجرت صحيفة "الجارديان" البريطانية حوارا مع الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورى، حول الأوضاع فى سوريا. وقال المقداد أنه لا سبيل للغرب فى مواجهة تنظيم داعش الإرهابى سوى التحالف مع سوريا. وأكد المقداد أن سوريا صممت على القضاء على الجماعات السنية المتطرفة "تنظيم داعش"، وحث الدول الغربية أن تعترف بالحقائق الجديدة وأن تحارب الإرهاب وتنهى دعمها للثوار الذين يحاولون الإطاحة ب"بشار الأسد". وأشار إلى أن العديد من الدول تسعى للحفاظ على أمنها بتعاونها مع دمشق لكن المسائل السياسية ليست بمعزل عن الأمن. وقال "مقداد" أنه يرفض بشدة ما أشيع حول أن بشار الأسد متواطئ ومتعاون مع "تنظيم داعش" الذى استولى على مناطق شاسعة شمال وشرق سوريا وأيضاً سيطرت على مناطق شاسعة فى العراق، من أجل إثارة القتال بين الوحدات المتمردة المتنافسة ليقدم نفسه على أنه علمانى ضد تنظيم القاعدة وتعصب الجهادين. وأكد "مقداد" على عدم صحة الشائعات التى تقول أن سوريا لا تبذل قصارى جهدها لمواجهة الجماعات المتطرفة، منوهاً إلى أنهم لن يحزنوا لو أن المتطرفين من "جبهة النصرة والجيش السورى الحر" قتلوا بعضهم البعض وقاتلوا من أجل المزيد من التوسع فالجيش السورى يعرف أولوياته وأننا نقترح أن نفكر فيما سوف نفعله فى المستقبل. وأضاف "مقداد" أن الجيش السورى الحر مدعوم من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدةالأمريكية وتركيا وبريطانيا ودول الخليج فهذه الدول تمولهم لعرقلة التغيير الديمقراطى فى سوريا وبالرغم من أن هذه الدول تستطيع مواجهتهم إلا أنها لا تفعل ذلك، وأشار "مقداد" إلى التقديرات الأخيرة بخصوص الوضع فى سوريا حيث أكثر من 170 ألف قتيل وملايين المشردين من منازلهم منذ الانتفاضة على بشار عام 2011. وقال "مقداد" على الدول الغربية بما فيها بريطانيا أن تغير تفكيرها بخصوص سوريا ولابد أن يدركوا أن ما يفعلونه جريمة بشعة فى حق سوريا، ونوه إلى أنه لو سقط نظام بشار فى الأيام الأولى من انتفاضة 2011 لكان الإرهاب انتشر أكثر داخل سوريا وتهدد الأمن فى الدول الغربية. وقال "مقداد" إن العديد من الدول تسعى لإقامة تعاون فى المسائل الأمنية مع سوريا منوهاً على أن المسائل الأمنية ليست بمعزل عن الأمور السياسية. ونوه "مقداد" إلى أن العديد من الدول الأوروبية لابد أن تعلم بما سوف يعود عليها فى المستقبل من تدعيهما لهؤلاء فلابد أن تعى بالخطر الذى هى فيه فأكثر من 400 مقاتل بريطانى يقاتلون فى سوريا وأيضاً هناك مقاتلون من جنسيات أخرى من فرنسا وألمانيا، إلا يفكرون بما سوف يحدث لهم عندما يعود هؤلاء إلى أوطانهم. ويرى "مقداد" أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى عقدت الشهر الماضى بأشراف من الحكومة غيرت حسابات كثيرة وأن الحكومة السورية لديها ثقة كبيرة فى الرئيس بشار الاسد، وأن الجدل الذى أثاره الوضع العام من الانتخابات سوف يتحسن، مناشداً كل من أوروبا والدول الغربية أن تستوعب االتغيرات الحديثة فى الوضع السورى وتتعامل معها. وأكد "مقداد" أن ما أثير من اتهامات حول أن الحكومة السورية ارتكبت جرائم إنسانية بشعة ما هو إلا دعاية فارغة، وأن هذا تسييس وهجوم متواصل من قبل الغرب. وأشار " مقداد " إلا أن الوضع فى سوريا سوف يتحسن مع وجود علاقات التأييد المتنامى من مصر حيث يشارك كل من الرئيس المصرى "عبد الفتاح السيسى" والرئيس السورى "بشار الأسد" العداء للإخوان المسلمين. وأكد "مقداد" أن سوريا تريد حلا سياسيا لإنهاء الصراع، مطالباً المبعوث الجديد للأمم المتحدة "ستيفان دى ستيورا" بأن يكون حيادياً ويتعامل مع حقيقة انتخاب "بشار". وقال "مقداد" إننا لا نخشى من "التقارب الأمريكى – الأوروبى – الإيرانى" وأننا على ثقة كاملة بالقيادة الإيرانية والعلاقات الاستراتيجية بين سوريا والدولة الإسلامية.