شهد مطلع هذا الأسبوع ذكرى مرور 19 عاما على مجزرة "سريبرينيتسا" التي راح ضحيتها مايزيد عن 8 آلاف شخص من مسلمي البوسنة والهرسك وضعت رفات بعضهم في أكثر من 300 مقبرة جماعية، على أيادي القوات الصربية، بعد تسليم القوات الهولندية التي كانت تعمل ضمن قوات الاممالمتحدةالمدينة للجيش الصربي آنذاك. وصنف القضاء الدولي هذه المذبحة بالأشنع في تاريخ أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، واصفا إيها بعملية الإبادة. و ما زالت الجريمة نقطة خلاف بين المسلمين والصرب الذين يرفض قادتهم السياسيون الاعتراف بأنها عملية إبادة ويقللون منها. وقال مدير لجنة البحث عن المفقودين عمرو ماشوفيتش لوسائل الإعلام بهذه المناسبة:" إن عدد الضحايا الذين اعدموا في مجزرة سريبرينيتسا وحدها بلغ 8372 ضحية تم العثور على رفات 7100 منهم فقط بينما لم يتم العثور على رفات الباقين حتى الآن". واضاف ماشوفيتش أن من بين الضحايا الذين اعدموا في مجزرة سريبرينيتسا مئات الأطفال الذين لم تتجاوز اعمارهم عند قتلهم بضع سنين وهو الأمر الذي يعكس تجرد القوات الصربية من الإنسانية بعد أن انتهجت التطهير العرقي ضد المسلمين في البوسنة والهرسك. ومن ناحيتها أعلنت فيدرالية البوسنة والهرسك يوم حداد على ضحايا مجزرة سريبرينيتسا بينما رفض صرب البوسنة الحداد والاعتراف بوقوع جرائم ابادة وتطهير عرقي في سريبرينيتسا. وكانت وسائل الاعلام الصربية كشفت عن قيام بعض المواطنين الصرب بالصاق عشرات اللوحات الاعلانية في الاماكن العامة في بلغراد احتوت على صورة قائد جيش صرب البوسنة السابق ومنفذ مجزرة سريبرينيتسا وقد كتب تحت الصور عبارة شكرا لك على مجزرة سريبرينيتسا. وسبق أن وصف بكر عزت بيجوفيتش العضو المسلم في مجلس الرئاسة الجماعي بالبوسنة الجريمة قائلا: "واجه ضحايا أبرياء لا حول لهم ولا قوة كراهية عمياء من جانب مجرمين أشبه بمجرمي معسكرات النازي في ألمانيا إبان حكم هتلر". وأضاف بيجوفيتش وهو ابن رئيس البوسنة خلال الحرب مع الصرب: "ظللنا نسأل أنفسنا طيلة هذه الثمانية عشر عاما ما الذنب الذي اقترفه هؤلاء في تلك الأيام الكاحلة ومع من؟" ورأى بكر عزت بيجوفيتش أنها اللحظة الأخيرة كي يعترف العالم والمنطقة وفي البوسنة والهرسك، بأن ما جرى في سريبرينيتسا كانت إبادة. ودعا رئيس صربيا توميسلاف نيكوليتش الذي أثار ضجة في 2012 بعد توليه الحكم عندما نفى أن تكون مجزرة سريبرينيتسا إبادة، إلى الصفح عن بلاده من هذه "الجريمة" لكنه تجنب استعمال عبارة "الإبادة". وفي عام 2013 تم إحياء الذكرى بدفن أصغر ضحية في الإبادة، وهي رضيعة لعائلة تدعى موهيتش، بدفن الرضيعة إلى جانب قبر والدها حجر الدين الذي قتل في المجزرة. وتوفيت الرضيعة في يوليو من عام 1995 قبل ميلادها بقليل في قاعدة الأممالمتحدة في بوتوكاري قرب سريبرينيتسا. وينتظر مسلمو البوسنة حتى الآن الاعتراف من جانب العالم والمجتمع الدولي بما ارتكبته القوات الصربية من إبادة عرقية لهم، تجرد فيها الصرب من الإنسانية.