في شهر رمضان الكريم يفضل كثير من مرضي القلب الصيام وبالتالي يتبادر إلي ذهن هؤلاء المرضي مجموعة من التساؤلات منها: متي يصوم مريض القلب بأمان ومتي يفطر وعن مدي سماح حالتهم القلبية بصيامهم وما هي النصائح والإرشادات التي يجب عليهم اتباعها في حالة الصيام؟! يقول الدكتور ضياء الدين أبوشقة أستاذ طب القلب والعميد الأسبق للمعهد القومي للقلب إن حالات القلب المرضية التي يسمح لها بالصيام بأمان والتي قد يفيدها الصيام تشمل مرضي ارتفاع ضغط الدم الأولي أو الثانوي غير الناتج عن أمراض الكليتين وكثيرا من المرضي يستفيدون وخاصة زائدي الوزن، كذلك مرضي روماتيزم القلب المستقر وغير المصحوب بمضاعفات ومرضي جلطة القلب القديمة المستقرة وغير مصحوبة بمضاعفات ومرضي الذبحة الصدرية المستقرة وقد يفيد الصيام بعض المرضي خاصة زائدي الوزن والذين يعانون من مرضي السكر والضغط وبصفة عامة عند صيام مريض القلب ننصح بعدم الإرهاق الجسماني أثناء فترة الصيام مع عدم التعرض للجو الحار وأشعة الشمس لتفادي فقدان كمية كبيرة من العرق والسوائل مع الإقلال من ملح الطعام وتجنب المخللات وعدم الإكثار من الحلويات الرمضانية مثل الكنافة والقطايف والمشروبات السكرية مثل قمر الدين والخشاف وتجنب المكسرات من البندق والكاجو وعين الجمل ذات السعرات الحرارية العالية والتي تحتوي علي نسبة مرتفعة من الدهون مع الإكثار من الخضراوات الطازجة والسلطة الخضراء في الفطور والسحور والفاكهة الغنية بالألياف وقليلة السعرات مثل البرتقال والتفاح والجوافة والكمثري والإقلال من الفاكهة عالية السعرات مثل العنب والبلح والتين والمانجو وتنصح بعدم ملء المعدة وعدم المشي بعد الأكل مباشرة. ويضيف الدكتور ضياء الدين أبوشقة أما حالات القلب المرضية التي يرخص لها بالفطور وعدم الصيام فتشمل مرضي الذبحة الصدرية غير المستقرة أو المتطورة أو الحديثة وحالات الذبحة التي يحدث فيها الألم بعد الأكل مباشرة لان مثل هذه الحالات عندما تتناول وجبة الإفطار علي معدة فارغة عاليا ما يعقبها آلام ذبحة صدرية شديدة كذلك مرضي جلطة القلب الحادة وفي حالات فترة النقاهة والتي من تبلغ ستة أسابيع إلي ثمانية أسابيع ومرضي جلطة الأوردة بصفة عامة خاصة عندما يكون الصيام في فصل الصيف ذلك لان الجفاف الذي يحدث أثناء ساعات الصيام يزيد من لزوجة الدم وقابليته للتجلط كما يرخص بالفطور لمرضي التهابات الصمامات الميكروبية وارتفاع ضغط الدم الثانوي الناتج عن اعتلال الكليتين وحالات ضغط الدم المنخفض المصحوبة بأعراض خاصة عندما يكون عمل المريض مرهقا جسمانياً وفي فصل الصيف. ويرخص لمريض القلب بالإفطار بصفة عامة عندما توجب حالته الصحية تناول عقاقير علي فترات متقاربة وعند وجود مضاعفات مثل التهاب الكليتين والمعدة. ويشير الدكتور ضياء الدين أبوشقة بالنسبة لمرضي القلب الذين يعانون من مرض السكر وهم نسبة عالية يراعي أن تكون حالة مريض السكر منتظمة ومستقرة مع المواظبة علي ضبط مستوي السكر في الدم مع تجنب هبوط مستوي السكر في الدم، وهذه الحالة يصاحبها أعراض الخمول والدوخة والإعياء والتوتر العصبي وخفقات في ضربات القلب والعرق في الجسم وإذا انتاب المريض شيء من هذه الأعراض فعليه تناول كمية من السكريات وبالنسبة لمريض النوع الثاني من السكر والذي يعتمد علي الأقراص الخافضة للسكر في الدم فدائما لا تحدث مشاكل من الصيام، أما بالنسبة لمريض النوع الثاني من السكر والذي يعتمد علي الأنسولين فيسمح بالصيام للحالات المستقرة خاصة التي تأخذ جرعة واحدة مع تعديل الجرعة طبقاً لذلك، وفي هذه الحالات تعطي مع وجبة الإفطار، أما الحالات التي تعتمد علي تناول جرعات متعددة من الإنسولين يوميا فان صيامهم يشكل خطرا علي صحتهم ولا ينصح بصيام المرضي المصابين بالسكر وتقل أعمارهم عن عشرين سنة والحالات المصحوبة بمضاعفات غير مسيطر عليها كذلك في الحوامل والمسنين ووجود مضاعفات في الأوعية الدموية واعتلال الكليتين أو حدوث تكرار نوبات هبوط السكر.