من المؤكد أن الأخطر والأهم من اختيار رئيس الجمهورية هو اختيار نواب الشعب، لا فرق بين الانتخاب بالقائمة أو الانتخاب الفردي، ليطرح السؤال المهم نفسه وهو لماذا رفع حزب النور السلفي شعار: «مصلحتك أولاً» بما لا يخالف شرع الله؟ بداية وطبقاً لأسلوب الأحزاب الدينية يمكن القول إن حزب النور السلفي المهدد بالحل باعتباره حزبا دينيا وتوأم ملتصقاً فكريا مع حزب الحرية والعدالة المنحل يحاول بميكيافلية غير خافية علي أحد أن يضفي شرعية الوحدة الوطنية كورقة رابحة استعداداً للانتخابات البرلمانية مع ركوب قطار المادة 244 من الدستور المعدل التي تتمسك بوجود تمثيل ملائم للأقباط والمهمشين أو الأقليات الشيعية أو البهائية وهى جزء من نسيج الشعب المصري. حزب النور السلفي القائم على أساس ديني ومرجعية سلفية يحاول في خبث سياسي أن يستخدم الأقباط بالتحديد دون الوظائف الأخرى كدرع حزبي ضد الأصوات التي تطالب بحل الحزب القائم على أساس ديني مخالف للدستور، ومازالت الغاية تبرر الوسيلة لدى الحزب السلفي مما دفع برئيس الدعوة السلفية الشيخ ياسر برهامي والشيخ نادر بكار المتحدث باسم حزب النور لمد جسور التواصل مع الأقباط للانضمام الى الحزب الداعم لعبد الفتاح السيسي قبل فوزه بالرئاسة، والجدير بالذكر أن الحزب نفذ أول انتخابات رئاسية التي فاز فيها أحمد شفيق بالفعل والفائز فيها محمد مرسي افتراضيا والشيخ برهامي بالتحديد يلعب على الورقة الرابحة على أرض الواقع طالما زار أحمد شفيق في منزله بمصر الجديدة وهو على يقين بأن شفيق هو الرئيس المنتظر ولما أتت الرياح الاخوانية بما لا تشتهي سفينة شفيق واعلان مرسي النتيجة النهائية للانتخابات بنفسه في الاعلام الموالي للمد الاخواني لنفاجأ بأن الشيخ السلفي ياسر برهامي قد أنكر زيارته لشفيق في منزله قبل اعلان فوز مرسي، بالتأكيد «مصلحتك أولاً» بما لا يخالف شرع الله، ثم صرح بعد ذلك وقال: إنه قابل أحمد شفيق بالفعل ولكن في حديقة منزله وربما أراد أن يقول قابلت أحمد شفيق في منطقة محايدة منزوعة السلاح، إذن فنحن أمام ظاهرة دينية من أجل اللعب بالسياسة أو اللعب من أجل أشياء أخرى مخيفة على سبيل «التقية» فالحزب بارع في إظهار غير ما يخفي من منطلق مصلحتك أولاً بما لا يخالف شرع الله. ولا أدري لماذا تأخر قرار حل حزب النور السلفي ليلحق بحزب الحرية والعدالة في مزبلة التاريخ الحزبي في مصر. أما على جانب آخر فقد أكد «السيد خليفة» أمين عام حزب النور أن الحزب لكل المصريين ويستوعب مصريين شرفاء توافقوا على برنامج الحزب والسؤال هنا هل حزب النور يضم مواطنين شيعة أو بهائيين وهم مواطنون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات من منطلق المواطنة؟ ادعاء حزب النور بأنه يضم أقباطاً هو نوع من المتاجرة بعشرة أشخاص من البسطاء وهم عدد أعضاء الأقباط بالحزب كله، وهى محاولة يائسة لخلق محلل سياسي للانتخابات القادمة، ثم هل يكفي العشرة أقباط للدفع بقوائم انتخابية لحزب النور قد تضم اسماء وهمية؟ حزب النور السلفي مازال يؤمن بفرض الجزية على غير المسلمين ويؤمن إيماناً قاطعاً لا رجعة فيه عن المرجعية السلفية بتطبيق الشريعة الاسلامية أو شرعية «حسن الترابي» على المصريين، أما لماذا ثم يعترض حزب النور الجزية على العشرة أشخاص أعضاء الحزب فذلك مردود عليه من واقع مصلحة الحزب أولاً فضلاً عن القاعدة الفقهية: الضرورات تبيح المحظورات بما لا يخالف شرع الله. ليس من اللائق أن ينتظر حزب النور السلفي أن يهبط عليه قرار حله من فوق أو من جهات سيادية في الدولة وطبقاً للدستور فلماذا لا يحل الحزب نفسه اتقاء للحرج ويريح أعضاءه القدامى وهى أسماء لامعة سلفياً للاندماج في كيانات حزبية سياسية مدنية وليست دينية، لماذا لا يستفيد حزب النور السلفي من تجربة الاخوان المسلمين فلا يشنق نفسه بنفسه على منصة الديمقراطية التي بدأت بالفعل في مصر.