أثار إعلان جماعة الإخوان في بيانها أمس عن قبول المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان نظر الدعوى ضد النظام الحاكم في مصر حالة من الاستنكار والجدل في الأوساط السياسية.. خصوصاً بعد ان طالب أعضاء جماعة الإخوان بمحاكمة الرئيس عبدالفتاح السيسي وإنهاء عضوية مصر بالاتحاد الإفريقي. استطلعت بوابة الوفد آراء عدد من القانونيين حول مدى صحة نظر المحاكم الدولية لدعاوى الأفراد؟.. ومصير تلك الدعوى حال النظر فيها؟.. ومدى معارضة قبول المحكمة الإفريقية للدعوى مع قرار عودة مصر للاتحاد الإفريقي؟ ومن جانبه قال المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق، إنه من الناحية الشكلية فإن قبول المحكمة الافريقية لحقوق الإنسان لنظر دعوى الإخوان المقدمة ضد النظام الحاكم تؤكد أن المبدأ العام فى القانون الدولى العام للمحاكم الجنائية لا تخضع لها إلا الدولة التى انضمت الى الاتفاقية الخاصة بها. وأضاف الجمل، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الجانب الموضوعى لقبول هذه الدعوى من المفترض ان يتم النظر فيه اذا كانت مصر يسري عليها قانون اتفاقية المحاكمة من عدمه. وأكد رئيس مجلس الدولة الأسبق، ان هذه الدعوى تتناقض مع رجوع مصر للاتحاد الإفريقى، لافتا إلى انه من المفترض ان تكون عودة مصر للاتحاد الافريقى تتعلق بالمصالح الدولية بين البلدين. واشار الى ان هذه الدعوى تاثيرها متوقف على وضع مصر بالاتحاد الافريقي، لافتاً ان عضوية مصر بالاتحاد لن تتأثر نتيجة تلك الدعوة. فيما أكد الدكتور شوقي السيد، الفقيه القانونى، ان قبول المحكمة الافريقية لحقوق الانسان لنظر دعوى جماعة الاخوان ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يعنى نهاية المطاف او الحكم اصبح لصالحهم في تلك الدعوى. وأوضح السيد، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" اليوم الأحد، ان جماعة الإخوان تسعى لخلق صورة من صور الإعلام المضلل لإثبات وجودها علي الساحة المصرية مجدداً، مؤكداً ان مثل تلك الدعوى لا يمكن ان تؤثر على قرار عودة مصر لعضوية الاتحاد الإفريقي. الى جانبه، شكك المهندس احمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، من إعلان جماعة الاحوان في بيانها امس عن قبول المحكمة الافريقية لحقوق الإنسان نظر الدعوى ضد نظام الحكم في مصر، قائلاً "ده كلام اونطة". وأوضح شعبان، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" اليوم الأحد، انه ليس لديه ثقة في صحة ما أعلنته جماعة الاخوان أمس عن قبول المحكمة الافريقية لحقوق الانسان نظر دعواهم ضد النظام المصري، مشيراً إلى أن المحاكم الدولية لها نظم خاصة في قبول مثل تلك الدعاوى، إذ تقبل نظر دعاوى الدول من الدولة نفسها وليس من مجموعة أفراد. وأكد رئيس الحزب الاشتراكى المصري، ان جماعة الاخوان تحاول إعطاء نوع من الأمل والثقة لأعضائها بعد الفشل الذي حاق بهم وعجزهم عن إيقاف مسار عجلة خارطة المستقبل، مشيراً إلى أن الاخوان يسعون جاهدين في البحث عن مخرج يستطيعون به العودة للمشهد السياسي من جديد. فيما وصف احمد دراج، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، دعوى جماعة الاخوان أمام المحكمة الافريقية لحقوق الانسان ضد النظام الحاكم في مصر بالمحاولات "العبثية" لفرض انفسهم على الشارع المصري والساحة السياسية. وأشار دراج، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" اليوم الأحد، إلى أن قبول المحكمة الافريقية نظر الدعوى لا يمثل شيئاً، خاصة ان المحكمة قد تقبل الدعوى شكلاً وترفضها موضوعاً، مستبعداً في الوقت ذاته، ان تقرر المحكمة قبول نظر القضية والحكم فيها، قائلاً "مصر عادت للحضن الافريقي ومحاولات الاخوان لإفشال ذلك محاولات عبثية". وأكد عضو الجمعية الوطنية للتغيير، أن جماعة الإخوان بالخارج وأعضاءها بالداخل يحاولون تعطيل الدولة المصرية ووضع العصا بعجلة المستقبل لإيقافها، مشيراً إلى أن تلك المحاولات فاشلة وتمثل النفس الأخير لجماعة لفظها الشعب المصري عقب الثورة.