"لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله عز وجل ويبتليك".. تلك وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التى وجهها للمسلمين، والتى تناستها جماعة الإخوان التى لقبت نفسها ب"المسلمين"، مغمضين أعينهم عن تعريف المسلم بأنه "من سلم المسلمون من لسانه ويده". فصلت جماعة الإخوان الإرهابية نفسها عن الشعب المصرى، واعتبرت الدولة المصرية ألد أعدائها، فوقفت تنتظر مصائب المصريين لتعلن شماتتها لما يحدث بها، حتى الموت لم يسلم من شماتتهم. ففور وفاة الكاتب الصحفى عبدالله كمال، رئيس تحرير "دوت مصر"، خرج شباب الإخوان يعلنون شماتتهم فى موته، فخرج عمرو فراج، مدير شبكة رصد الإخبارية التابعة لجماعة الإخوان الارهابية، يهلل لخبر الوفاة، ويدعو عليه، قائلاً "كلب وراح.. اللهم عامله بما يستحق، واجعل ضلاله ونفاقه وكذبه لعنات عليه فى قبره". ولم يمنعهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ»، عن وصف عبد الله كمال بأسوأ الصفات، مقدمين دعواتهم عليه أثناء حسابه فى قبره. ولم تكن تلك المرة الأولى من نوعها فى شماتة الإخوان الإرهابية، وإنما استمرارا لمسلسل الشماته التى طالما اعتدنا عليها منذ نكسة 1967 الذين خرجوا يهللون بهزيمة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهزيمة مصر معه، ولم يكتفوا بالاحتفال بالنكسة، وإنما تعمدوا الاحتفال بذكراها كل عام. إلا أن شماتة الجماعة ازدادت وطأتها منذ انتهاء فترة حكمهم للبلاد وعزلهم عن الحكم، فتجردوا من كل أنواع الحياء الذى يمنعهم عن إعلان شماتتهم بكل من يختلف معهم فى رأى إذا أصابه مكروه، فكانوا يعلنون شماتتهم باستشهاد أى جندى مصرى، ويسخرون من دماء الضباط الذين يحمون الوطن. ولم يسلم أموات المبدعين من شماتتهم، فأعلنوا شماتتهم لموت الشاعر أحمد فؤاد نجم، وعلى نفس طريقتهم فى الشماتة بالمتوفى بأن يسرعون إلى التهليل لموته ثم الدعاء عليه ووصفه بأبشع الألفاظ، وكان من ضمن ما كتبوه: "هلاك أحمد فؤاد نجم، الآن أفضى إلى ربه، فهل تراه تاب أم لم يتب؟ هل وجدت ما وعد ربك حقًا؟". وتأتى شماتتهم فى الفتيات فى سياق تبرؤهم من المروءة، ليسرعوا بنشر مقطع الفيديو الخاص بتحرش إحدى الفتيات بميدان التحرير أثناء احتفالها بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليبدوا سعادتهم بما حدث، معدين ذلك عقابًا لها على تأييدها للرئيس.