هل تعلمون لماذا دخل جمال عبدالناصر.. وجدان الشعب المصري؟.. حدث هذا عندما رآه الناس يرفع «القلة» المصنوعة من الطين الأحمر.. ويشرب منها.. وهو جالس وسط جماعة من الفلاحين.. وعندما عرفوا أن عشاءه كل ليلة هو قطعة جبن أبيض، مع الخيار.. تلك كانت بداية الزعيم الانسان جمال عبدالناصر حسين.. وكان ذلك في سبتمبر 1952، وهو يوزع صكوك تمليك فدادين بسيطة للفلاحين.. أيضاً أري أن عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسي دخل معجم الزعامة الانسانية أمس الأربعاء 11 يونية، في أول خروج رسمي من مقر الرئاسة، إلي مستشفي الحلمية العسكري ليزور، دون ضجة إعلامية أو زفة بروتوكولية، السيدة التي تحرش بها وبابنتها جماعة من الوحوش في ميدان التحرير.. قبلها بيوم واحد فقط.. لقد رأي الرئيس أن ما حدث ليس مجرد تحرش من شباب أهوج.. ولكنه حدث مبرمج.. ومعد سلفاً.. إذ أراد المعتدون ان تجري وقائع تحرشهم بالذات، في ميدان التحرير بالذات، لأنه المكان الذي اندلعت منه أحداث أعظم ثورتين في تاريخ مصر الحديث، 25 يناير و30 يونية، أرادت الزائران أن تلوث «معني ميدان التحرير» بعمل دنيء يجعل كل نساء مصر يخشين الذهاب إلي الميدان مرة أخري، حتي لا ينالهن مانزل بالأم وابنتها اللتين تعرضتا لتحرش حيواني من جماعة تعرف ما ترتكب.. وكأن المجرمين يحاولون رد اللطمة للميدان العظيم.. وللسيدات اللاتي كان لهن فضل «قيادة الثورتين» واسقاط حكم الاخوان.. البعيد عن أي أخلاق!! واسمعوا كلمات الرئيس الانسان عبدالفتاح السيسي وهو يعتذر للأم وابنتها ليس كمجرد اعتذار من الرئيس فقط. بل هو اعتذار نيابة عن كل المصريين. قال الرئيس، بمجرد أن قدم باقة ورد حمراء بيده لهذه الأم، حقك علينا. معلهش. حقكم علينا إحنا كلنا.. وإحنا آسفين. إحنا مش كويسين. ما تزعليش. أهم حاجة أنتم.. أن مصر لن تبقي الا بكم.. تحت أمرك. وأضاف.. أن هذا لن يحدث في مصر مرة أخري. وقال للقضاء: عرضنا ينتهك في الشوارع.. حتي ولو كان حالة واحدة.. هذا غير مقبول.. الكل مسئول: الاعلام والشرطة والقضاء.. هذه مسئوليتنا. وأقول لكل ست في مصر: أنا اعتذر لكم.. أنا تحت أمرك.. وما فعله «الرئيس الانسان السيسي» كان رسالة واضحة وان رد الدولة أن يكون قرارها حازمًا فيه ردع. ومحاكمات عادلة وقرار رئاسي عاجل.. هذا هو اعتذار رئيس الدولة.. فماذا تفعل النيابة العامة. وماذا يفعل القضاء وهل كانت النيابة وكان القضاء في حاجة الي «تعليمات السيد الرئيس؟!». أتوقع تحقيقات عاجلة لا تزيد مدتها علي ساعات قليلة. وأتوقع محاكمات عاجلة.. جلسة أو جلستين لا أكثر. وأن يصدر الحكم بسرعة.. وان يشمل عقوبتين. الأولي في نفس مكان الجريمة، ميدان التحرير، وأن نعيد عقوبة الجلد في هذه القضايا الخطيرة أي تنفذ عقوبة الجلد في نفس ميدان التحرير.. وليس مجرد «جلد تمثيلي» يعني «شو إعلامي» بل أراها 100 جلدة بكرباج سوداني «منقوع في الزيت» لمدة 7 أيام. ويقف طبيب ليقوم بتشريح مكان كل جلدة.. حتي يحس المجرم ان كان يحس بوقع كل جلدة. ولا أري هنا الحكم بالاعدام. إذ ربما يستريح المجرم باعدامه.. ولكن بالسجن المشدد وطول العمر.. وان كان البعض يطالب بإخصاء المجرم المتحرش حتي يشعر المجرم طوال ما بقي له من عمر بنتيجة جريمته.. مهما كان عدد المجرمين.. وهنا أتعجب مما لجأت اليه احدي الصحف بوضع علامة تمويهية علي وجوه المتهمين.. ونسينا اسلوب التجريس المصري الشهير بأن يتم إركاب المتهم حماراً بالمقلوب.. ويتجمع حوله الصبية والأطفال وهم يزفونه ويجرسونه. بهدف ردعه، وهم يطوفون به ماسكًا بزيل الحمار بكل أسواق المدينة، ليعلم القاصي والداني بالجريمة التي ارتكبها. دعوا الناس تري وجوه المجرمين، فليس أبشع من جريمة التحرش فماذا لو كانت هذه السيدة أمه أو زوجته أو ابنته؟! نعم.. أتمني أن يصدر حكم القضاء عاجلاً في أيام قليلة قبل أن تبرد دماء الضحية.. أو تجف دموع ابنتها القاصر.. فما يواجهه المجتمع الآن: سرطان اسمه التحرش. ولن نوقفه إلا بالجلد الشديد.. والسجن طويل المدة.. والتجريس أي الطواف بالمجرم بعد جلده والدماء تسيل من ظهره العاري ليعرف أي ضعيف الخلق أنه لن يفلت بجريمته.. بهذا فقط يمكن التصدي لجريمة التحرش بسيدات مصر.. أقصد التحرش بمصر .. كلها.