لقد استحق التكريم .. وقد أثبت الرئيس عبدالفتاح السيسى معدنه الأصيل وتواضعه ورقى أخلاقه – أثناء احتفال أداء اليمين الدستورية وتسليم السلطة – بالاحترام الذى أبداه للمستشار الجليل، وأيضاً عندما كان أول قرار جمهورى يصدره هو تقليده أعلى وسام فى الجمهورية وهو قلادة النيل. إنه المستشار الجليل عدلى منصور الذى أصبح رئيسا لمصر فى لحظة فارقة فى تاريخ الوطن.. فترة سادها الفوضى والإرهاب والعنف والدماء والانقسامات بين أبناء الشعب الواحد، وفتن بين المسلمين وإخوانهم المسيحيين.. فترة يحاك فيها ضد مصر العديد من المؤمرات من الداخل والخارج، الإقليمى والدولى، والأجندات المختلفة والأموال التى تتدفق بلا حدود لزعزعة أمن الوطن والمواطنين، واستراتيجيات لتقسيم مصر والمنطقة. حكم مصر فى ظل أزمات اقتصادية طاحنة وفى ظل أمن داخلى مفقود وأمن خارجى مهدد. ورغم كل ذلك فكان الرئيس السابق المستشار عدلى منصور دائماً متفائلا بمستقبل جديد لمصر يعيدها إلى مكانة أفضل مما كان، وريادة أكبر، وزعامة ودور لا يستهان به فى محيطها الإقليمى والدولى. ولقد كان المستشار عدلى منصور على مستوى المسئولية وأدى دوره بأمانة ووطنية وبحكمة، واهتم بعلاقات مصر بأشقائها العرب خاصة الدول التى ساندت مصر فى محنتها ودعمتها بعد ثورة 30 يونية، كما أنه عبر عن كرامة وكبرياء الوطن فى كل مناسبة، فعلى سبيل المثال عندما سئل عن مدى حرص مصر على علاقاتها بأمريكا، فقال إن حرص مصر على علاقاتها بأمريكا هى بقدر حرص أمريكا على علاقاتها بمصر. هذه هى الكرامة المصرية والتى تأبي ان تخضع لأى قوة حتى ولو كانت أكبر دولة فى العالم. لقد اتسم الرئيس السابق عدلى منصور بالبساطة والتواضع الذى أكسبه حب المصريين. ونظرا للظروف الصعبة التى تمر بها مصر فلم يتقاض هذا المستشار الجليل طوال هذا العام مرتب رئيس الجمهورية وإنما اكتفى بتقاضى مرتبه الذى كان يأخذه فى القضاء. وبعد كلمة الوداع التى ألقاها للشعب.. كلمة خرجت من القلب فدخلت قلوب المصريين، سلم الوطن للرئيس الجديد المشير عبدالفتاح السيسى.. رجل مصر القوى.. لكى يقود سفينة الوطن فى وسط هذه الأمواج المتلاطمة والمصاعب والأزمات والمؤمرات ليكمل مسيرة الوطن نحو مستقبل أفضل، وعاد لكى يجلس على منصة القضاء المصرى الشامخ بعد أن أضاف الى منصب الرئاسة الكثير من الاحترام والوقار . أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية