بانتهاء الاستحقاق الرئاسي بوصول المشير عبد الفتاح السيسي, لرئاسة مصر, بدأت القوى السياسية فى التواصل من جديد, للاستعداد لخوض السباق الانتخابي الأخير من خارطة الطريق, التي تم الإعلان عنها عقب ثورة 30 يونيو. وتصدر المشهد الدبلوماسي الكبير, ورئيس لجنة الخمسين, عمرو موسى, معلناً عن نيته فى تشكيل تحالف انتخابي وسياسي, يضم مختلف القوى السياسية لخوض البرلمان تحت راية واحدة, لتفويت الفرصة على جماعة الإخوان الإرهابية للتسلل عبر البرلمان, وأيضا الوصول لبرلمان قوى يعبر عن إرادة الشعب المصري, وقادر على تحويل الدستور المصري إلى تشريعات قانونية تحقق متطلبات الشعب, وتتغلب على البيئة التشريعية السيئة المتراكمة منذ العهود الماضية. وشارك عمرو موسى في قيادة التحالف والتواصل مع القوى السياسية اللواء الصاعد جديداً إلى عالم السياسة وهو اللواء مراد موافي, مدير المخابرات العامة المصرية الأسبق, الذي عزله المعزول مرسي في أعقاب مجزرة رفح الأولى، فى حين يتم التواصل المستمر منذ أكثر من إسبوعين مع مختلف القوى السياسية, في حين يرفض كل من موسى وموافي عقد أي لقاءات في أي حزب من الأحزاب السياسية, ويتم عقدها في الفنادق الخمس نجوم، ومنازل الشخصيات الكبرى على دعوات عشاء وغداء, ليعقبها النقاش حول قيم التحالف وضرورته خلال هذه الفترة, وأيضا التزاماً بنصيحة المشير عبد الفتاح السيسي. وتتمثل نصيحة المشير السيسى للأحزاب في ضرورة الاندماج لتكوين ظهير فكري قوي يسانده أثناء رئاسته لمصر, وهو ما يقوم بها عمرو موسى ومراد موافي, من سعى حقيقي نحو النجاح في تحقيق هذا التحالف, وخوض السباق الانتخابي به, للوصول إلى البرلمان, وتشكيل حكومة قوية تكون قادرة على مساعدة المشير السيسى في حكم مصر. يأتي ذلك في الوقت الذي يحضر لقاءات عمرو موسى كل من مراد موافي ود.محمد أبو الغار, رئيس حزب المصري الديمقراطي, وسامح عاشور, نقيب المحامين, وأحمد سعيد, رئيس المصريين الأحرار, وأسامة الغزالي حرب, وأيضا الوزير محمد العرابي, واللواء أحمد جمال الدين, وممثلين من الأحزاب السياسية المصرية, حيث لم يصلوا إلى اتفاق نهائي حتى الآن بشأن الإتمام له, فيما أعلن عمرو موسى شروط الالتحاق به ووثيقة المشاركة. وقال موسى: "إنه فى ضوء الانتهاء من الاستحقاقين الأول والثانى من خارطة الطريق "اعتماد الدستور وانتخاب الرئيس"، والاستعداد للاستحقاق الثالث أى إجراء الانتخابات البرلمانية، يجب بدء الإعدادات لها فى موعد غايته ستة أشهر من تاريخ اعتماد الدستور أى قبل 18 يوليو القادم". وأكد موسى أنه فى ضوء صدور قانون الانتخابات، وأهمية الاستعداد للعمل طبقاً له إعداداً للانتخابات البرلمانية القادمة، بصرف النظر عن وجهات النظر السابق التعبير عنها بالنسبة للقانون المذكور يصبح من المتعين تحقيقاً للمصلحة العليا للبلاد فى الأمن والاستقرار وإعادة البناء واستعادة الدور السياسي الخارجي النشط لمصر، أن يبدأ الاستعداد المتعلق بالاستحقاق الثالث فوراً. وقال موسى: من منطلق إيجابى بإقامة تفاهم سياسى عام بين مختلف القوى السياسية والشخصيات ذات الثقل يقوم على البرنامج التالى، "التعهد بالإخلاص للدستور ومبادئه ونصوصه ومتابعة استكمال متطلباته بإصدار القوانين المكملة للدستور والمطبِّقة والمنفِّذة له، فور انتخاب البرلمان القادم، وذلك باعتبار الدستور إطاراً للعمل الوطنى من الآن فصاعداً، ووثيقة يستند إليها هذا التحالف"، واحترام مبادئ الديمقراطية وتداول السلطة وحقوق الإنسان، وكافة الحقوق والحريات العامة المنصوص عليها فى الدستور، بالإضافة إلى تحقيق ما أشار إليه الدستور خاصة بالتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وتطبيق اللامركزية ومحاربة الفساد وفصل السلطات". وتابع رئيس لجنة الخمسين، الإعلان عن بنود التحالف الجديد، قائلاً: "دعم الرئيس المنتخب فى مسيرته الدستورية لإعادة بناء مصر ومؤسسات الدولة وتصحيح المسار، وضمان الإدارة الجيدة للحكم وتحقيق الأمن وبدء عملية التنمية الاقتصادية وتأكيد العدالة الاجتماعية وتحقيق أهداف الثورة، والتنسيق فى صدد الانتخابات القادمة بتبادل التأييد والدعم فى الترشيحات للمقاعد الفردية، والاتفاق على تشكيل القوائم الانتخابية التى نص علها قانون الانتخاب". وأضاف: "اتفق الرأى على أن من أهم قواعد العمل المشترك فى هذه المرحلة من العمل السياسى فتح الباب للقوى المدنية للمشاركة الديمقراطية فى هذه المبادرة إلا من ثبت فساده، وليس مطروحاً اندماج الأحزاب أو التيارات المنضمة إلى هذه المجموعة، ولا تشكيل حزب واحد يجمعها، بل إن توجهها السياسى هو خدمة البلاد بالعمل السياسى المحترم والمنظم فى إطار المبادئ السابق طرحها دون أن تكون ظهيراً إلا لإعادة بناء مصر واستعادة بهائها وتحقيق كرامتها". وقال السفير محمد العرابى, وزير الخارجية الأٍسبق, أن تحالف عمرو موسى واللواء مراد موافى, يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفه من لم القوى السياسية نحو تحقيق أهداف الثورة من التوحد والوقوف خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى, والسعى نحو الوصول إلى برلمان قوى يشارك الرئيس فى حكم مصر. وأكد العرابى فى تصريحات ل"بوابة الوفد":" بدأ التحالف فى تلقى موافقات كثيرة من جانب الأحزاب والشخصيات العامة والسياسية للمشاركة الفعالة فى التحالف, مؤكداً أن البيان الذى أصدره عمرو موسى أمس الاثنين, وضع الخطوط العريضة لمن يشارك, ورفض مشاركة أى أحزاب تسببت فى إفساد الحياة السياسية فى وقت سابق, بالإَضافة إلى الوحدة والتكاتف خلف الرئيس لاستكمال بناء مؤسسات الدولة". ولفت العرابى إلى أن التحالف يرحب بانضمام جميع القوى السياسية لإنجاح خارطة الطريق, والانتهاء من اانستحقاق الانتخابى الثالث على وجه السرعة للبدء فى تحقيق متطلبات الشعب وثورته التى خرج من أجلها فى 25 يناير و30 يونيو. وعن الهجوم الذى تعرض له التحالف من قبل الكاتب الصحفى عبد الحليم قنديل, ووصفه أن التحالف "عك فى المعكوك" قال العرابي:" هذا الأسلوب غير مطلوب خاصة هذه المرحلة والتحالف أهدافه نبيلة من أجل مصر وليس من أجل مصالح شخصية, وعلى من يهاجم التحالف أن يسرد مبرراته الواضحة وعدم الحديث في الهواء فقط". وتابع عرابى:" من يريد أن يهاجمنا عليه أن يخرج لتشكيل تحالف آخر ويرى من ينضم معه, ومن يهاجمنا يريد أن يخرب خارطة الطريق ويسعى لتفتيت القوى السياسية والوصول لبرلمان غير قوى يشارك الرئيس فى صناعة مستقبل مصر".