لأن الإمارات هدفها المستقبل، ولأن المستقبل لابد أن يبدأ الآن، ولأن مصر نقطة اتزان العرب، ولأن شعبها غال على العرب أجمعين، ولأن الخبز وقود يومي في بلد ال 90 مليوناً، أطلقت الإمارات باكورة مشاريعها الغذائية في مصر . ولأن الصوامع محور أساسي لتعزيز الأمن الغذائي المصري الذي هو أساس أمنها القومي، انطلقت ورشة بناء المنشآت الغذائية في محافظات مصر، فكانت البداية في الاسكندرية ودمياط والسلسلة مستمرة والهدف 17 محافظة لتخزين 5 .1 مليون طن من القمح . المشروع الإماراتي الذي دشن أمس في مصر لبناء صومعتين للقمح هو بمثابة هدية متواضعة من الإمارات للشعب المصري عشية تسلم المشير عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر بعد فوز قياسي يحمل معه أملاً جديداً لمصر وللأمة العربية بتحقيق استقرار وتنمية للمنطقة بأكملها . الصوامع تعني الكثير بالنسبة لمصر واقتصادها فوجود هكذا منشآت يعني حفظاً أكبر لهذه السلع الحيوية، وتجنب التلف والفاقد الناجم عن التخزين بطرق تقليدية، وتوفير قرابة النصف مليار دولار هي خسارة سنوية محققة الآن يتكبدها الاقتصاد المصري بسبب غياب منشآت التخزين، ويعني طاقة استيعابية أكبر للغذاء تعزز أمن مصر الغذائي . مشروع تخزين الحبوب الذي تنفذه الإمارات على درجة كبيرة من الأهمية للاقتصاد المصري فهو إلى جانب كونه يصنف في اقتصادات العالم بين المشاريع الاستراتيجية الأساسية الضرورية للتعامل مع الاحتياجات الآنية والمستقبلية للسكان، يتوافق مع حزمة المشاريع التنموية والخدمية التي تعمل الإمارات على تنفيذها في قطاعات التعليم والصحة والطاقة والنقل وغيرها . موقف الإمارات من مصر من خلال مجموعة المشاريع التنموية التي تنفذها هناك ليس جديداً، فهي تريدها أن تنهض على المستويات كافة، وهذا النهوض هو للشعب المصري بأكمله، كما يؤكد دائماً الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فالإمارات تريد لمبادراتها أن تصل إلي الجميع وأن تعم الفائدة الجميع، فمصر غالية على الجميع . مصر في هذه المرحلة المفصلية تحتاج إلى دعم كل الاشقاء، وتحتاج من الجميع أن يرد جميلها عليهم، عندما ساعدت العرب بخبرات أبنائها في التعليم والصحة والقانون والأمن وغيرها من القطاعات التي شكلت في الخمسينات والستينات والسبعينات أسساً قامت عليها دول عربية عدة . الإمارات تجدد من خلال مشاريعها ما وعدت به الأشقاء من دعم ومساندة، والجميع يعرف أن وعود الإمارات دين تلتزم به مهما كانت الصعاب، هكذا هي الإمارات وهكذا ستبقى . . التاريخ يشهد والحاضر كذلك والمستقبل أيضاً . نقلا عن صحيفة الخليج