يجرى اقتراع تمهيدى، اليوم الثلاثاء، فى عدد من الولاياتالأمريكية قبل انتخابات منتصف الولاية فى نوفمبر، فيما يعتزم حزب الشاى الاستفادة من الفرصة الأخيرة للفوز على مرشح جمهورى لمجلس الشيوخ. وواجهت الحركة المحافظة، التى تطالب بحكومة مصغرة وضرائب أقل، موسم انتخابات صعب فى العام 2014، حيث فشلت فى الإطاحة بجمهوريين من الحزب الرئيسى بينهم زعيم الأقلية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل. وتعلق الآن الآمال على المحافظ الذى يطالب بخفض الإنفاق كريس ماكدانيال، 42 عامًا، السيناتور عن ولاية مسيسيبى الذى ينافس الجمهورى لست ولايات ثاد كوكران، 76 عامًا، ويصف ماكدانايل كوكران بالحرس القديم. وقامت مجموعات سياسية بضخ ملايين الدولارات فى هذا السباق الذى تحول إلى معركة قوية فى مسيسيبى حين اعتُقل أربعة من مناصرى ماكدانيال بعد تسلل أحدهم إلى دار رعاية لالتقاط صور لزوجة كوكران التى تعالج من داء الخرف. لكن ماكدانيال لا يزال فى السباق فى مسيسيبى المنقسمة بشدة بحسب استطلاعات الرأى المحلية، وقد نال تأييدًا من شخصيات جمهورية وطنية على غرار المرشحة لمنصب نائب الرئيس سارة بايلين عام 2008. وانتقد ماكدانيال أسلوب كوكران التقليدى فى التفاوض مع الخصوم بشكل غير معلن، كما انتقد تأييد كوكران لإنفاق أموال الدولة الفيدرالية فى الولاية التى تعانى من صعوبات مالية، لكن كوكران يعبر عن قناعة بصواب سياسته فى واشنطن. وقال مؤخرًا فى مقابلة مع صحيفة "هاتسبرج أمريكان": "أعتقد أن العمل مع أشخاص من الطرفين يمكن أن يؤدى إلى نتيجة". ويعد كوكران شخصية بارزة فى واشنطن لأنه كان أول جمهورى يمثل مسيسيبى فى مجلس الشيوخ منذ أكثر من قرن. لكن فى وقت سابق هذه السنة، وحين وصف كوكران بأنه عضو دائم فى الكونجرس، فقد التواصل مع الناخبين، لم ينفِ هذه التهم قائلاً إن حزب الشاى "حركة لا أعرف الكثير عنها". ورد ماكدانيال: "قد يكون آن الأوان ليتعرف على الحزب". كان حزب الشاى مُنى منتصف الشهر الماضى بهزيمة كبرى فى مواجهة الحزب الجمهورى فى انتخابات تمهيدية فى ولاية كنتاكى (وسط الشرق) التى شهدت أعنف حرب بين الجمهوريين "التقليديين" ومرشحى حزب الشاى الحديثى العهد فى السياسة. وفاز فى كنتاكى السناتور المنتهية ولايته ميتش ماكونيل، 72 عامًا، بسهولة بتسمية الحزب فى مواجهة رجل الأعمال المدعوم من عدة منظمات من حزب الشاى مات بيفين. وفى حال انتخاب ماكونيل الذى يتولى منصبه منذ 30 عامًا مجددًا فى نوفمبر فى منافسة المرشحة الديمقراطية لمجلس الشيوخ أليسون لانديرجان جريمس، وفاز الجمهوريون بالغالبية فى مجلس الشيوخ؛ فإن ميتش ماكونيل سيصبح زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ. وهو الموقع الذى يتيح له عرقلة قرارات الرئيس باراك أوباما فى آخر عامين له فى البيت الأبيض. كانت جورجيا واركنسو وبنسلفانيا وإيداهو وأوريجون شهدت انتخابات نصف مايو مع عدة مرشحين مدعومين من حزب الشاى. وتجرى الانتخابات التمهيدية اليوم فى سبع ولايات أخرى بينها كاليفورنيا، حيث يواجه النائب الديمقراطى الليبرالى مايك هوندا السبعينى رو كانا، 37 عامًا، فى منافسة حامية فى سيليكون فالى. ويراهن المحامى كانا على دعم من عمالقة التكنولوجيا، وبينهم رؤساء فيسبوك وياهو. ويتوقع محللون أن يستعيد الحزب الجمهورى السيطرة على مجلس النواب بالكامل فى انتخابات الرابع من نوفمبر. لكن استطلاعات الرأى تظهر أن مجلس الشيوخ بقيادة الديمقراطيين قد ينتقل إلى غالبية جمهورية، وبالتالى فإن السباق على مجلس الشيوخ سيشهد أشد المعارك. وتتناول الانتخابات اكثر من ثلث مقاعد مجلس الشيوخ، 36 من أصل 100، فيما قد تدور معركة شرسة حول 7 مقاعد على الأقل يشغلها ديمقراطيون. والانتخابات المعروفة باسم انتخابات منتصف الولاية لأنها تصادف فى منتصف الولاية الثانية للرئيس أوباما، وسيتم تجديد كل أعضاء مجلس النواب الذى يهيمن عليه الجمهوريون حاليًا لعامين، فيما يراهن المراقبون على عودة الغالبية الجمهورية.